هشام السامعي
لقاء فخامة الرئيس وردود الأفعال

تابعت لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي د رشاد العليمي الذي ظهر فيه مع اشقاء اعلاميين مصريين , وتابعت في المقابل بعض ردود الأفعال التي استنكرت وانتقدت حديثه عن احترام آل البيت , ورغم أني لا أجيد مطلقاً الكتابة عن الحاكم أو مدحه , لكن حديث مثل هذا لابد أن نقدم رأينا فيه , وسأوجز الرد في النقاط التالية :

_ أولاً لابد من وضع فواصل آمنة عند الحديث عن جمهور آل البيت وجماعة الحوثي , لأن الثاني جماعة متطرفة استولت على السلطة بقوة السلاح وليس بقوة المشروع أو الفكرة , وصحيح أننا لم نلحظ رفضاً من الأسر التي تنتمي عقائدياً لمذهب أو جماعة آل البيت , لكننا أيضاً لاحظنا أن كثير من السر المنتمية لآل البيت لم تحظى بالغنيمة كما حظيت بها مجموعة ضيقة من الأسر الهاشمية , وبالتالي ليس من المنطقي تحميل الجميع وزر وجرم مجموعة .

_ الخطاب حمل رسالة مهمة بضرورة التعايش والقبول بالآخر تحت سقف الدولة , حتى وان كان هذا الآخر هم آل البيت , وبدلاً من شحن الجماهير بشعارات الكراهية وانتقالها عبر الزمن جيلاً بعد جيل كان لابد من خطاب جديد يحتوي الجميع طالما والهدف الأساسي هو بناء دولة تعايش وليس دولة غلبة وقهر .

_ مصر فيها جماعات من آل البيت , وكذلك السعودية والبحرين والكويت والامارات وعمان وكثير من الدول , والجميع هناك يحتكمون لقانون الدولة ودساتيرها , طالما والدولة لم تفرز مواطنيها حسب معتقداتهم .

_ معظم الحروب والصراعات الداخلية يكون أحد أبرز أسبابها هو الفرز الطبقي والديني والمناطقي , وذلك يصبح التأسيس لخطاب تعايش بين جميع افراد المجتمع أحد أبرز الحلول لايقاف الحرب وهذا يتطلب شجاعة كبيرة من الحاكم , ورسالة رئيس مجلس القيادة الرئاسي في هذا التوقيت عكست شجاعة الرجل في تبني هذا الخطاب ومحاولة إيقاف نزيف الدم اليمني .

_ إنه لم الجنون أن يؤسس القائد لفكرة اجتثاث المخالفين له فكرياً أو عقائدياً أو مناطقياً ويجتهد في ذلك , ويقدم عشرات الآلاف من مواطنيه ثمناً لهذا الفكر المجنون والنزق , وإذا كان عدائنا للحوثي هو في إصراره على تطبيع المجتمع بطباعه وفكره فإننا في المقابل لا يمكن أن ننتصر عليه بنفس فكرته وهمجيته . _ الرسالة كانت صادمة لكثيرين من الذين ترسخت لديهم فكرة أن الحل هو اجتثاث آل البيت , وفكرة الاجتثاث هذه لم تنجح مطلقاً في عبر التاريخ في بناء دول محترمة , ومعظم الدول التي نجحت في مسيرتها هي الدول التي أوجدت مسافة طويلة من الاستقرار والتعايش ورفضت كل فكرة قائمة على قمع الآخر وقهر المخالفين .

_ رسالة رئيس مجلس القيادة كانت مهمة جداً في توقيت بالغ الحساسية , ولا أتوقع مطلقاً أن الرجل كان يجهل كمية الردود التي ستنتقد كلامه , بل كان يدرك جيداً أن المسئولية الأخلاقية والتاريخية توجب عليه أن يؤسس لمنهج التعايش مهما كان حجم الرفض والنقد , فالهدف الذي لابد أن يتحقق وهو بناء دولة تعايش وسلام سيكون ثمنه غالياً , ولذلك قرر الرجل أن يدفع الثمن .