الوكيل رشاد الاكحلي
على عجل

جاء د.امين محمود محافظاً إلى تعز 
وهي تعيش حالة إحتقان 
ترتفع احيانا إلى درجة الغليان،وإذا هدأت تظل فقاقيع التوتر ظاهرة على السطح.
قوى ومصالح تحتك ببعضها وتصطدم أحيانا.

ولقد كان هذا الحال في وضع المحافظة لاشك سينعكس على أهلها ألماً وإحباطاً.
فبدأت تتجاذب الرجل عاصفة من الأفكار والنوازع لأطراف بهدف إغوائه وجره نحو مربع المتاهات السائدة،لكن د.أمين لم يكن غريبا عن محافظته،ولم يكن قادما من خارج مؤسسات الدولة،فقد ظل لأيام قلائل متأملا مشدودا بما يرى ويشهد.

ظل يلتقى كل مكونات المجتمع السياسية والإجتماعية،يستطلع حقيقة الواقع الذي كان ياكله ويشربه ويصحوا وينام به.
لقد خلص الرجل إلى أن المقادير اتاحت له أن يكون وسط لحظة تاريخية لخدمة تعز.
وقد بدأ مرحلة إعادة الثقة بالسلطة المحلية،وسار يبحث برؤية عن الوضع الأكمل الذي يمكنه أن يقيم وضعا مغايراً بعد أن اتضح له بشواهد الأيام أن الحالة الراهنة للمحافظة لم تعد كافية كأساس لبناء مؤسسات الدولة.

ووسط ظروف صعبة قاد الرجل توجهات أمنية وعسكرية،وتنموية إيجابية مبشرة بتعافي المحافظة،وللأسف فقد جرى خلط عجيب لتوجهات الرجل،وتشويهها من اللحظة الأولى لبدء ممارسته لمهامه.
إذ كانت إختيارات الرجل نقيةوصادقة 
فيما يتصل بالعمل التنموي وفيما يخص إستكمال التحرير .

إلا ان ذلك لم يغير قناعة البعض للقبول به حتى قبل ان تطال قدميه تعز.
وبدأ الدكتور أمين يتعرض لحملة جائرة وظالمة،وبرامج تحريضية،وتشويه فج..ولم يكن ذلك كله في إطار رؤى مبررة،بل كان نزعا منظما تجاه الرجل،فكثر الكلام حتى فقد مصداقيته،وابتذل الحرف وامتهنت حرمة الكلمة،وتجاوز القول في حقه كل حد معقول.
لم يكن هناك شيئا مقنعا من كل ذلك،وتحول الأمر إلى حملات إدانات كاسحة،تعددت صورها وتلونت مضامينها .

لقد كان أهم مايميز الدكتور أمين أنه لم يكن حزبيا،فكان لمن خالفوه منابر ضخمة كأنها حصون وكان هو في الهواء الطلق أو في العراء، 
لكنه لم يهتز أو يهرب بل وقف شامخا وفاءاً لتعز. 
كان الناس يعلمون كل ذلك،و يدركون أن خلط الأمور بتلك الصورة التي تجري لن تضيع حلم الرجل،وإنما ستضيع أحلام أبناء المحافظة في الخلاص من وضعها السلبي والبائس.
ورغم كل ذلك إستطاع الدكتور أمين خلال مدة وجيزة أن ينقل المحافظة من حضن قوى ومصالح تتنازعها،إلى قلب الاستراتيجية الوطنية نحو مشروع بناء الدولة.
ولست هنا لأعرض ما أنجزة الرجل خلال فترة قياسية،لكن أستطيع القول بثقة مطلقة،وفي جزئية مهمة،أن الرجل يكفيه فخراً ماحققة مع الجيش الوطني والاجهزة الامنية،من بسط كامل لسيطرة السلطة على أرجاء المدينة.

وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن الدكتور أمين فأعماله هى الاقدر بذلك،ولاشك من أن ما تراه العين لا تجدي الكلمات المتشنجة إنكاره.
ومع ذلك فمرحلة الرجل ليست فوق النقد أو التقييم، لاني أؤمن بإنسانية البشر , يخطئون ويصيبون،
لكن بشرط الجدية والموضوعية..أما أن يتحول الأمر الى سيل من السموم،وعواصف من حملات الإدانه،فهذا ليس تجنيا على محافظة تعز فحسب،وإنما نحر لشرعية نظام الرئيس عبدربه منصور هادي.

ولازلت عند يقيني بأن التقييم النزيه لمرحلته القصيرة سوف يعطيه أكبر مما يأخذ منه..أما مسألة إختلاق جوانب سلبية،حتى نضرب بها جوانب إيجابية مضيئة،انجزها الرجل فذلك طمس لوجه الحق،وتظليل لشهادة التاريخ حتى تصبح مطية للأحقاد،وأداة من أدوات ازاحة الرجل والنيل من تأريخه.

وبالمقابل عجزت حملات تشويه الدكتور أمين رغم استباحة كل الحدود،أن تقنع الناس بطمس صورته الإيجابية،وهو الممثل الأقدر والأجدر لسلطة الشرعية،ولقد إستوعب الناس أسباب مايجري من زيف بحق الرجل،لكنهم لم يستطيعوا فهم حقيقة أسباب مسايرة الشرعية لذلك.
إن مناقشة هذا الأمر يحتاج إلى منطق بغير إنفعال أو تعصب وبغير عاطفة..اقول ذلك وفي ذهني،وذاكرة غيري سياق متصل من الحقائق والمواقف..سلسلة ممتدة وحلقات مترابطة من الأمس واليوم والغد.

ويظل في إعتقادي وإعتقاد غيري من غير تجاوز،أن تعز قد خسرت الدكتور أمين محمود قائدا - بمعيار القيادة المتعارف عليها(الانسان و اللحظة)..فقد خاض تجربته عند لحظة فارقة،وتحول كبير في حياة المحافظة ..الا أن المقادير توقفت به فجأة ولم يكمل مابدأ به.

ويظل إعتقادنا راسخا بأن تعز لن تمل ولن تيأس..فهاهوا الأستاذ نبيل شمسان قائدا جديدا،قادما من أبناء المحافظة،ولازالت اللحظة التاريخة أمامه قائمة 
بحاجة إلى إستكمال..
نحن على ثقة بالرجل،ونرحب به وسنكون عونا له.

في الأخير 
أنا على ثقة من أن الذين رأوا هم الذين يستطيعون أن يرووا..ولذلك لن تزعجنا كثيرا تهمة الوقوف مع الدكتور أمين محمود؛فتأريخ الرجل سوف ينصفه وكنت أعرف ولازلت انني اقف مع تعز

د.أمين أحمد محمود لايحتاج إلى إنصاف من احد،ولكنها مسؤليتي للتأريخ قلتها مختصرة مع علمي التام بأن حديث كهذا سوف يثير علي ما أنا في غنى عنه،وسوف ينسب إلي مالم اقوله وأتهم بما لم اقترفه..إذ أنني اقبل ذلك راضيا لأن حساسيتي المفرطة قد زالت بفعل أربع سنوات من التجربة.
والله من وراء القصد .