حرب الانقلاب ضد المرأة اليمنية
قتل وإصابة 794 امرأة في تعز خلال العام 2016 ( تقرير )
المستقبل اونلاين تعز/ خاص - راشد محمد

قالت شبكة الراصدين المحليين بتعز ، إن (794) امرأة في تعز تعرضن لعمليات قتل أو جرح في المحافظة ، منذ مطلع العام الجاري 2016.

وأكدت الشبكة في مؤتمر صحفي عقدته يوم الأربعاء الماضي  مقتل (105) امرأة وجرح (689) أخريات، جراء القصف العشوائي الذي شنه المسلحون الحوثيون والموالون للرئيس السابق، علي عبد الله صالح،  منذ يناير وحتى نوفمبر 2016، كما  تم تسجيل مقتل (9) نساء وجرح (20) أخريات جراء ضربات خاطئة لطيران التحالف العربي.

وقال التقرير المكون من شقين إن"  النساء في تعز تعرضن لانتهاكات حقوق الإنسان بكافة أنواعها ، وأنه تم القضاء على كل مفردات حقوق الإنسان التي يتغنى بها العالم والمجتمع الدولي ويتبجح بها نظام حكم 36 سنة؛ بل حتى الأعراف والعادات العربية والإسلامية المرتبطة بكرامة المرأة واحترامها غابت كلية ولم تظهر إلا وحشية الحرب والغابة.

وفي الجانب الصحي ذكر التقرير أن  مراكز الغسيل الكلوي في مستشفيات تعز  استقبلت (120)حالة جديدة أصيبت بالمرض منذ مطلع العام الجاري، كما تعرضت (1365) امرأة أخرى للإصابة بمرض السرطان خلال الفترة نفسها.

ولفت التقرير الى ان (13325) امرأة من أصل (23491) نسمة نزحوا من مديريات الوازعية الصلو، الدبح (التعزية)، الأعبوس (حيفان)، تعرضت خلالها النساء لأصناف شتى من الابتزاز والتحرش والتفتيش اليومي للهويات الشخصية، وإكراههن بقوة السلاح على ترك مسقط رأسهن، بحسب التقرير .

قصص معاناة ضاعفت الحرب مأساتها

ياسمين محمد / طبيبة تحدي واقع الحرب و صنعت الأمل 

وقد تناول التقرير في الشق الثاني أدوار ومواقف انسانية للنساء بتعز أثناء الحرب، وقد تنوعت هذه الأدوار بين تحدي الواقع وصناعة الأمل عبر قصص إنسانية مؤثرة تناولها التقرير منها قصة طبيبة المختبرات "ياسمين عبد الرحمن " التي قالت :"فقدت شغلي ورزقي، لكني لم استسلم بل عملت اثناء الحرب متطوعة من أجل الناس و صممت على فتح مستشفى المظفر في الليل برمضان رغم معارضة الجميع لأنه كان مقفل بسبب الأوضاع الأمنية لكي يستقبل الحالات وبمساعدة من الدكتور أمين آغا الذي استأجر ماطور الكهرباء وكان الدوام من 1 ظهرا لوحدة ليلا واستلمت الدوام بمفردي واشرفت على الطبيب والممرض والمخبري ومسئول الصندوق, ولهذا عملت بالمختبرات والاسعافات الأولية ومساعدة قسم التوليد ومشرفة المستشفى ومرة جاءت حالة ولادة مستعجلة ومن غير الممكن اتركها تموت فقمت بتوليدها ثم استدعيت الدكتورة أنيسة تقوم بعملية التصفية لها لان الحرب عملنا بأوضاع صعبة للغاية    "  وأضافت  " دافعي انساني ولم أصل لخط النار الا مرة واحدة عندما ذهبت  لمستشفى السويدي للطفولة لإحضار أدوية وكانت منطقة خطيرة ومستهدفة" .

وعن مقترحاتها لعلاج آثار الحرب على النساء تقول "علاج آثار الحرب على النساء بتوفير العمل لهن لان الظروف المادية ساءت ولكي تفكر بالمستقبل , والعلاج الأول هو اصلاح ما تخرب من الحرب لكي يرجع الامن والأمان " .

من المواقف الصعبة التي مرت بها ايام الحرب " وصلت خلال فترة الحرب حالات اجهاض كثيرة فقبل اسبوعين جاءت إلى المستشفى امرأة  تسكن بالدائري  وهي تنزف بسبب سقوط قذيفة لحارتهم وكانت حامل بشهرين إضافة الى إصابة كثيرات بأمراض ارتفاع الضغط والسكر  بسبب القلق والخوف من القذائف وأخبار القتل ولن أنسى البنت التي جاءت للمستشفى وفيها شظايا في الرئة ولم استطع عمل شيء لها لأنه لا يوجد إمكانات ولا كشافات لكي نرى أماكن الشظايا بالجسم  والكهرباء" .

 

- (أحلام قاسم احمد/ أمية – مريضة سرطان ) تحدي المرض رغم الحصار

تقول أحلام وهي تروي لنا قصتها " بسبب الحرب وتقطع الطرقات أصبح  العلاج أكثر صعوبة ’ فأنا اخرج من المستشفى الساعة 6 صباحا وأصل لبيتي بشرعب السابعة مساءا ,وتعبي الأكثر في معبر وادي الدحي لأني كنت أركب فوق عربية الخضار بسبب منع الحوثيين للناس طلوع المواصلات ويقومون بالقنص ولا استطيع المشي بسبب المرض، وعربية الخضار ايجارها 300ريال وتقوم أختي بسحبي بالعربية... النساء هن أكثر تضررا من الحرب لأنها تبهدلت وجاعت واهينت ولا يجدن مواصلات والكثيرات يتابعن مرض أطفالهن بسبب الحرب   " .

وتضيف احلام "رغم أنى أتعالج الا ان نفسيتي غير مرتاحة مع هم الحرب والمرض فأمي مريضة بالبيت بشرعب وما فيش معها أحد واختي ترافقني في المستشفى والطريق طويل بسبب النقاط ويأخذ سفر يوم كامل نمر فيه أربع مديريات بعد ان كان ساعة واحدة  واصل لبيتي  وظهري مكسور بعد عناء وبكاء " .

- حنان مارش  / الحرب زادتني شجاعة وحماس

حنان مارش أحد نساء تعز اللواتي عشن لحظات الحصار والحرب بكل تفاصيلها ومآسيها تقول حنان " الحرب مؤلمة جدا ومازلنا في وسطها  , متى سنرى تعز كما كانت ، فنحن نكره الحرب .. كنا نصوم من شان فلسطين والآن من شان تعز ".

وبحسرة تواصل حنان حديثها  " واجهتني صعوبات كبيرة في الحرب’ اضطريت أشقي على أولادي بنفسي وأحمل الغاز على رأسي، و عشت ايام صعبة ومواقف مؤلمة وبعت كل ما عندي لان الحرب جعلت زوجي يرقد بالبيت، ولم نكن نعلم ان الحرب ستقوم لقد أجبرتني الحرب أن اعمل ببيع الغاز والبطاط   من معبر الدحي حتى اوفر لقمة العيش لأولادي .. لقد  عشنا ايام لم نكن نتوقع ان نعيشها ,الرجال جلسوا في البيت والحريم خرجن يعيلن  اسرهن حتى لا يحجز زوجها او ولدها عند الحوثة  "

ولحنان تجربه قاسية وشجاعة مع الحصار الذي فرض على تعز عبر معبر الدحي سيء الصيت وتحكي حنان بعض من المواقف التي شاهدتها بأم عينها في الحرب  " حملت امرأة عجوزة لا تستطيع المشي من المعبر إلى مستشفى الكرامة ما بين صلاة المغرب والعشاء، كان المتحوثيين يقوموا بأخذ المحفر ويضربوا الكراتين والكندا التي  فوق رؤوس النساء  ويخزقوهن ثم يدهفوا النساء دهف حتى اللواتي فوق رؤوسهن دبب غاز , ومرات كثيرة حاولت إيقاف الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيين  بمعبر الدحي بحق النساء باعتباري ممرضة اعالج مرضاهم واقمت علاقة احترم معهم  لإدخال الاودية وغسيل الكلى بتصاريح واستطعت الافراج  عن مرشد محاسب مستشفى الثورة  الذي كان معتقل عند الحوثيين   ".

وأردفت حنان "كان الحوثيين يحتجزونني أحيان في المعبر مثل بقية الناس بس أبو شهاب الحوثي عندما رآني اهتم بجرحى الحوثة أعطاني تصريح دخول وخروج الى مناطق الحصار في تعز"

وعن دوافعها للقيام بهذه الاعمال في الحرب قالت " حبي لليمن هو الدافع وأريد اعمل لكي يأكل ويشرب أولادي ولا يجوعوا كما أنى أحب مساعدة الناس لأنه طبعي حتى من قبل الحرب " .

حنان اكدت ان النساء هن أكثر تضررا من الحرب لان المرأة تعرضت للضغط والسكر والاجهاض، وهذه الامراض اكثرها بسبب الخوف من الحرب "اعرف واحدة اسمها ايناس زوجة علي النونو 40 سنة توفت بالضبوعة بعد ما وصل مضاد طيران لسقفها وهي تنشر الثياب وكم امرأة قتل زوجها او ابنها فنحن مازلنا في سجن يتوسع يوميا بسبب الحصار من الحوثيين" .

لحنان أدوار في الحرب صنعت من خلالها  فرص حياة لغيرها من المستضعفين لاسيما النساء مثلها وكانت قريبة من معاناة نساء تعز طيلة الحرب وهي الاجدر ان يقال عليها مدافعة عن حقوق الانسان أو صانعة سلام ذاتي عبر رفض القتل او الاستسلام له "هناك ثلاث نساء اجهضن بسبب الحرب واحدة منهن جاءت نازحة من الستين عندما قصفت الطائرة ولكن في معبر ، غراب حاصروها  الحوثيون ولم سمحوا لها دخول المدينة  وقالوا تموت ولكني تواصلت مع أبو شهاب كي تصل للمدينة  لكنها أجهضت  بالطفل في الشهر الثامن من الخوف ولم تستطيع تحمل الطريق وهناك ثلاث نساء توفين  بسبب ارتفاع الضغط  الذي حصل لهن والخوف بسبب الحرب والخوف" .

وعن تأثير الحرب على معنوياتها وقناعتها قالت حنان " الحرب زادتني شجاعة وحماس ولم أندم على أي عمل قمت به خلال الحرب بل اريد أن اعمل أكثر " .

وحول مطالبها مقترحاتها لمعالجة آثار الحرب" مساعدة الاسر الفقيرة والعدل بينهم ونعمل على تصفية القلوب والحفاظ على الامن وبقية الأرواح"

التقرير أشار إلى أن حال النساء في تعز لا يختلف عن العام الماضي  مختتما بجملة من التوصيات المتعلقة بحماية النساء وانصافهن كونهن الحلقة الأضعف أثناء الصراعات المسلحة .

- توصيات المؤتمر :

وخرج المؤتمر الصحفي بعدة توصيات بخصوص الانتهاكات ضد المرأة في ظل الحرب القائمة كان أبرزها :

1. مقاضاة المسؤولين عن الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، خصوصا المتعلقة بما تتعرض له النساء والفتيات كمدنيات.

2-  الزام جماعة الحوثي وقوات صالح  وأي طرف  في النزاع  احترام  القانون الدولي المنطبق على حقوق النساء والفتيات وحمايتهن باعتبارهن مدنيات بموجب التزامات  ب اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولها الإضافي لعام 1977، واتفاقية اللاجئين لعام 1951، وبروتوكولها لعام 1967، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لعام 1977، وبروتوكولها الاختياري لعام 1999، واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لعام 1989، وبروتوكوليها الاختياريين المؤرخين 25 أيار 2000، والاحكام  ذات الصلة من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

3-دعوة جماعة الحوثي وقوات صالح بإيقاف عمليات التهجير القسري وما رافقها من اعتداءات على النساء وفرض بيئة غير آمنة.

1- قيام الحكومية اليمنية بتوفير وسائل  الحماية الممكنة للنساء في الحرب وتحسين مستوى الخدمات الصحية والأمنية .

متعلقات