* توطئة:
نضع هذه القراءة المقتضبة على عجالة من الامر امام نخب المسئؤلية والاهتمام في المنطقة عموما والخليج واليمن تحديدا وحري بنا هنا ان نستوطئ هذه القراءة مقالة الرسول الكريم مخاطبا سادة العرب وزعامات الأمة في منطقة لجزيرة بلغة القائد السياسي والرائي الجيوستراتيجي بقوله:
(اذا تداعت/اشتدت عليكم الفتن فعليكم باليمن)
والمعنى اذا تدافعت عليكم دواعي الفوضى وتهديدات الامن القومي لكم..الخ فعليكم باليمن اي تنبهوا جيدا الى جبهة اليمن واولوها الاهتمام اكثر من غيرها ويتسق هذا سواء باعتبار أهميتها الحيوية لامن ومصالح الجزيرة حيث طريق القافلة او باعتبار المضمون الحرج حالما وقع التداعي بحسب اشارة الحديث بما يعني انه اذا اصبحت المخاطر متدافعة عليكم وتوشك ان تعم الارجاء لتبلغكم فناحية اليمن الأهم ولابد من تأمينها ولابد ان تكون ضمن اولويات حساباتكم لابد ان يشعر اليمنييون انهم جزء منكم..وان هناك مصالح مشتركة تتشاركونها فعلا ليجعلوا من جغرافيتهم الحساسة صعبة الاختراق فهم ألين قلوب وأرق افئدة
لابد لليمن بشعبه كل شعبه ودوره في المشهد السياسي للمنطقة ان يكون حاضرا و موجودا معكم الى جانبكم،فهو بعمقه الحضاري ومحتواه الاجتماعي الحيوي مصدر قوة لأمنكم لانهم ايضا لايقبلون بالتهميش او مايشيء بالانتقاص.
* لابد لليمن ان يظل آمنا حتى يتعزز أمن المنطقة
لن يكون اليمن آمنا الا بكونه يمنا قائما بالتوازن ومتوازنا كما تعاطى معه الرسول بالعمل على ان يكون يمن قائم بكل مخاليفه بمعنى أخر لايبتعد عن السياق ايضا،
اذا بدت الفتن في كل مصر حواليكم فاحذروا فتنة اليمن فهي الاخطر على الجميع وعليكم اخمادها واعملوا على حسمها لصالح ان يغدو بعدها اليمن أمنا.واليمن الأمن الذي يخدم أمن المنطقة هو اليمن الذي لايبقى فيه غبن لجماعة او فئة او منطقة او طرف و هو اليمن القائم بالتوازن الذي يجب ان تدعموه وذلك مصدر الآمن الذي يجب ان يكون عليه حتى يصبح غير مهدد للمنطقة.وهنا نعرج قليلا بالحديث حيث ان هذا الوضع المعقد الذي وصلنا اليه كان نتاج النظام العنصري والتسلط الفئوي حيث اصبح لدينا جراح غائرة في المشهد اليمني علاجها ليس سهلا وقضايا ماثلة لايمكن لأي تدخل بحل اجمالي تجاوزها ببساطة (الجنوب/الوسط"تعز").
كان الخطأ في دعم هذا النظام على النحو الذي ظل عليه وغض الطرف عنه في كل ما اقدم عليه حتى صنع الكارثة الحاضرة كان ذلك هو سياق الحديث وهذه فطنة ونباهة الرسول بكونه القائد المؤسس للدولة وهو خلاف ماذهب اليه الفقهاء والحفظة،وبالنظر فقد كانت كثير من النخب والزعامات اليمنية من مختلف المخاليف على قرب من الرسول وخصهم بأشياء وامتيازات كثيرة واوكل اليهم مهام جعلهم كغيرهم مساهمين في صناعة القرار السياسي وهو ماض نحو بناء الدولة التي انطلقت متجاوزة وجود حضارات على مستوى الاقليم والعالم.
*قراءة في تفاصيل وحيثيات المشهد:-
نسلط الضوء بهذه التناولة المتواضعة على طبيعة مايجري اعتبارا لاهمية التفاعلات الراهنة سواءا من حيث خطورة تداعياتها بما هي ذاهبة اليه على مستوى اليمن والخيلج خصوصا والمنطقة عموما او من حيث اهميتها بماتشكله من انعطاف غير عادي في مسار التحولات السياسية للمنطقة والعالم فيما اذا استطعنا كمنطقة اجتياز ها نحواعادة تصحيح العلاقات في المنطقة كبلدان ودول بما يراعي الاستجابة لمطالب التحول في واقع الشعوب وكذا اعادة صياغة موقع المنطقة في اطار المعادلة الدولية على النحو الذي يحسم مغادرتنا الوضعية السابقة التي تكاد تمضي بنا الى المنزلق ..حيث ظلت المنطقة برمتها تقريبا طوال العقود المنصرمة من حيث علاقاتها بالبعد الدولي مرسّمة عبر انظمتها التسلطية الحاكمة فقط بل مختزلة عبر اسر وعوائل الحكم فهي المحتكرة للعلاقة مع المحيط الاقليمي والدولي وظلت المصالح الدولية مكفولة وبرعاية المتسلطين الوطنيين مقابل غض الطرف عنهم و مع مطلع العام 2011م بدت التطلعات الشعبية والمجتمعية تخرج عن الطوق وبدت عروش التسلط تترنح امام مطالب التغيير
هنا بالتحديد تحركت السياسة الدولية وفي تخبط واضح ونؤكد على ذلك فتارة للاحتواء في ناحية والتحيز في الموقف لصالح اصطفاف معين في ملف ما والاصطفاف في نواحي اخرى مواجهة..فالمواقف الدولية اخذت ولاتزال تموضعات متناقضة من ملف لاخر في المنطقة فمائعة هنا لتدعم شرعية المؤسسات القائمة وفي مكان اخر داعمة لموقف الفوضى المناهض للدولةوهذا التخبط انما يؤكد حقيقة ان اطراف التأثير الدولي انما كانوا على استمرار في التعاطي مع مشروعات سلطات الوجود العربي بما في ذلك ماكانت لديها من توجهات تتعارض ومضامين الديموقراطية والحكم الرشيد وحقوق الانسان..الخ
اذ ان تموضع المواقف الدولية ازاء الملفات المفتوحة في المنطقةيكشف ذلك وبجلاء مستبين،فبديل الدولة الوطنية وهو خيار ومطلب الجماهير العريضة لم يجد اية حوافز او اشارات اسناد من قبل المجتمع الدولي ويبدو انه بديل غير مرغوب فيه وعلى العكس تورط اللاعبون الدوليون ومعهم اقليميون في التحرك ضد تطلعات التحول في المنطقة وان بدت بعض المواقف الدولية متحيزة ضد بعض سلطات الماضي فقد كان ذلك اكثر خبثا وابلغ استهتارا اذ لم تدعم التحولات الوطنية بل ذهبت لتدعم الطموحات الفوضوية المشجعة لاعادة الماضي بصورة اكثر انتقامية كأسوأ عقاب لمطالب التغيير.
وعلى الصعيد اليمني عمل النظام "العسقبلي" العنصري المتخلف طوال عقود على جعل اليمن ملكية خاصة بنفوذيات الحكم مستغلا كل الجراح والازمات التي لطالما كان خلفها وصانعها ليستثمرها نحو بقائه حيث ظل يعمل على تسويق البلد بكونه حقل ألغام وهو فقط دون غيره البديل الوحيد للتعامل معه!
وللاسف استطاع ان يمرر دجله وتوجهاته العبثية وان يحظى بالدعم وغض الطرف
وظلت دوائر استخبارات النظام تعمل بقذارة عنصرية منقطعة النظير لتقوم بنسج الالاعيب والتغرير وتحوير الحقائق ازاء مختلف المنعطفات حيث ابتدأ بالجنوب بوصمه الشيوعي والاشتراكي وو...الخ حتى تم ضرب مشروعه والاجهاز عليه وازاحة دوره من تحقيق التوازن المحقق للدولة الوطنية كما كان مؤملا ومرجوا من مشروع الوحدة.وبالتزامن وتباعا كانت تعز الممثلة عمق اليمن وعماد وجوده المؤسسي هدفا رئيسا فاتجهت عصابة التسلط واجهزة عملها على تبتيك مراكز التثوير والتنوير فيها وإحكام تطويقها وضرب كل مصادر القوة فيها فتمت التصفيات لرجالها وازيحوا من الدولة ونصب اراذل الناس فيها وجاهات عليها ودمر رأس مالها الوطني...الخ
والاخبث ان مطابخ التقارير للجيران اجتهدت بتركيز على تقديمها بكونها منطقة حمراء ومصدر الخطورة والديموقراطية و.... الخ،وكذا مناطق مأرب والجوف اتجه لتقديمها بكونها بيئة لفوضى القبيلة وتشويهها بكونها منبع الشرور وملاذه ليلجمها بلعنة القاعدةليصنع في المجمل من اليمن قنبلة موقوتة وسلة ثعابين كما ظل يفصح بذلك ممارسا الابتزاز على المحيط الاقليمي والدولي لينتزع ثمن لبقائه واستمراره في ابشع نموذج عرفه التاريخ وفي هذا السياق وفي ظل غياب رؤية المشروع القومي في المنطقة وجد كثير من الخطأ كانت عليه مواقف المحيط العربي والاقليمي تجاه اليمن اذ كيف استمر هذا النظام في تسويق ذاته ليحظى بالدعم طوال هذه العقود.
لماذا ظل امر اليمن متروكا كضيعة معزولة بعيدة عن استراتيجية أمن متكاملة للمنطقة ليبقى بأيدي عصابة تتوزع النفوذ عليه صانعة منه كل هذا الاشكال!
حقا لقد كانت هناك تقديرات خاطئة يجب الوقوف عليها حتى تتأتى ارادات حقيقية وحاسمة باتجاه تصحيح التقديرات واتخاذ التدابير الاجرائية مهما بدا الثمن مكلفا .
*المخاطر: "المشروع التعويمي":-
لربما ان الفعل الدولي(وهوالتوجه الدولي الواقع في مستوى الفعل تحديدا ويتبدى بكونه الغرب بدرجة اساسية) اصبح يرى ان المشروع التعويمي ونقصد به الفوضى المجغرفة والصراع المحوكم ليكون هو البديل المطروح للمنطقة في هذه المرحلة حيث يكتفي الفاعلين الدوليين الآخرين بمراقبة أمان مصالحهم لامكان في هذا السياق لهاجس المؤامرة كما قد يهرول البعض في اجتراح رد او تعليق بشأن هذه القراءة أكان بدافع النزق او التعمية فالمسألة رياضية صرفة فبديل الدولة الوطنية وهو خيار الشعوب في المنطقة تم التخلي عنه لصالح الفوضى بل ان الاهتمام الدولي لوحظ دوره حيث كبح هذا الخيار وحيث معاقبته.. بشكل يسطر للاسى معان قاسية جدا على حيطان وفضاءات الوجود الدولي المزعوم!!
وعليه فالمشروع التهشيمي الذي يسود المنطقة و يتعاطى معه المجتمع الدولي بكونه الاجدى فربما ببساطة لان هناك ارضية متوفرة للصراع على اكثر من صعيد فانظمة التسلط لاتزال تحتفظ بمخالبها فهي تنتقم وبالمقابل تطلعات التغيير شرعت في دفع الثمن ولن تعود منكفئة دون بلوغ اهدافها هذا من ناحية ومن ناحية رديفة يتم العمل على تحفيز بفاعلية مدروسة للبعد الطائفي وانعاش ظروف الاقلية والاكثرية للدفع بواقع صراعي يملك شروط الديمومة والاستمرارية ويضمن عدم نجاز لتحولات وطنية في المنطقة حتى لاتشكل عنونة للنموذج في سياق تحول تاريخي منظور ينتظر المنطقةكما ان الجدوى من ناحية اقتصادية مباشرة فسوق البورصة العالمية بحاجة للسيولة مقابل ان شركات النفط في مهمة اخرى!!
اذ ان قنوات المد بالسيولة تم ايعازها في هذه الاثناء للتوأم الاخر "شركات الاسلحة" وهو مايفسر عدم تأثير هبوط سعر النفط على السيدالعالمي /قرطاس دولار الذي هو بمأمن ولاخوف عليه فالمنساقون السذج في لعبة سعر النفط لم يعد بمقدورهم انتشال انفسهم وتبين انهم كانوا هم الهدف المعني من اللعبة بينما من كانوا هدفا معلنا لهبوط برميل النفط اصبحوا خارج الخطورة فإيران الهدف الكاذب للغرب الذين ظلوا يعزفوا على نغمه للخليج تم تزويدها بفسحة رفع العقوبات وروسيا تمكنت من تجاوز الخطر اذ تملك هي الاخرى بالمقابل شركات تسليح فعجلة اقتصادها لن تضطرب كما كان متوقعا كما ان من جدوى التوجه الفوضوي وتسويقه للمنطقة ان كثير من مخازن شركات التسيلح وخاصة الاسلحة التقليدية كانت متخمة ولتفريغها لابد من انشاء محارق تستهلكه وخاصة ونحن على اعتاب مرحلة التسلح الذكي الى مستوى الاسلحة الشخصية وعليه:
فالخطورة قائمة بفعل التوجه الدولي للدفع بالمنطقة الى الصراع ولكن وبشكل دقيق الى الصراع الحضائري المحوكم ربما يكون هو ذاته الفوضى الخلاقة بحيث لاينزلق فيمس مصالح الكبار وبشكل واضح تبدو تراجيديا المشهد تأخذ من جغرافيا اليمن والخليج مسرحا كمالواستوجب ان يلتحق بما هو جار في العراق وليبيا وسوريا ..مجريات الحسابات الاقليمية والدولية لم تدع مجالا للتكهن بهذا الشأنوهوالمشروع (التعويمي) المعنون ب"الفوضى اولا حتى اشعار أخر" كما بعض الرؤى الدولية لها من الجدوى من وجهة نظرها فيما يجري ان بعض الثقالات والنفايات في مضونها السياسي او الفكري والثقافي سيتم التخلص منه في هكذا احداث ودوراتوكما المح اليه الرئيس اوباما قبل شهرين تقريبا في كلمته امام مجلس الشيوخ معرجا على تساؤلات بشأن مايجري من الحراك الحاصل في منطقة الشرق الاوسط وتحديدا المنطقة العربية ومواقف الولايات المتحدة حيث قال مطمئناً سأليه بلغة المسؤل :اما مايجري في الشرق الاوسط فإن هناك تحولا.. سيتمر لاجيال.!!
ودعونا بلغة اكثر اعتدالا كما قد يحلو للبعض ان نقول ان الخطر قائم لان هناك توجه دولي يرى ان مصالحه تزداد حيوية وانتعاش مع ما يجري من فوضى وصراعات وبالتالي هو لايرغب حاليا في اية بدائل قد تنتج غير هذا الوضع المتصادممن دواعي الوضع الخطران قوى اقليمية في المنطقة وتحديدا تركيا وايران تتحركان في استجابة واضحة لاغراق المنطقة بالفوضى بدلا من ان كان معول عليهما الاسهام في التهدئة وتثبيت الاستقرار للمنطقةهما في النهاية اهداف لهذه الفوضى حالما تعمم ولن يكونوا بمنأى عنها مهما تبدى لهم البعد واعمتهم الطموحات الانانية القريبة وبالملاحظة انه تم استدراج الدور التركي الى فخ المرواحة بطعم عضوية الاتحاد الاروبي وهو الذي هرول نحو نفش ريشه كوريث ذي نفوذ في المنطقة وتورط في سوريا بالتواجه مع صلف النظام هناك وتزامن الدفع بالدور التركي بالمسارعة نحو حلحلة الملف النووي الايراني واتاحة الفسحة امام الطموح التقليدي والايدلوجي لايران ليأخذ مداه ظنا منه انه امام مهمة سانحة لانفاذ دستور الثورة!!
وهو يتولى دعم طرفيات طائفية منفذا ماتريده التوجهات الدولية الآنانية مجانا لصالحها كما فعلها الدور التركي الذي ينتظره مهام اخرى!
وكما ظن الدور التركي من قبل ان الغرب لايمانعه الخلافة في المنطقة وانطلق اوردغان يؤسس قبلته في انقرة ليؤم التائهين من هناك ورأيناهم وقد هرولوا خارج اولويات متطلباتهم الوطنية في كل اقطار المنطقة مطلع 2011م ليلعقوا الطعم المغروز بالعسل داخل سفارات واشنطن وتبادلوا البيتزا مع ممثليها كما تلعقه انقرة اليوم وسيتم ردها عن جزرة الاتحاد الاوربي بعد ان انجزت كثير من مهامها المجانية للسائس الدولي وهو الامر الذي تكرره ايران وتظن انها محل رضى وربما احتياج دولي وغربي لدورها كما انها شبت عن اي ضغط وانها بمد نفوذها استطاعت ان تمتلك اوراق للابتزاز فمجاذيبها الموتورين المحفزون بفعل الفقاسة الدولية الخلاقة في مختلف البلدان يقفزون فوق المصالح الجامعة لاوطانهم ونراهم اليوم يقدمون صورة ابشع على الاطلاق في العراق ولبنان وسوريا واليمن
لكن حتما لن تتوقف حدود الفوضى عند هذا الترسيم اذا ما استمر هذا التوجه! ولذلك حيال هذا السيناريو الغوغائي والموقف الدولي الانتهازي نحن امام خيارين فقط:
إما الاستسلام لهذه الرؤية المتغطرسة والانخراط في سياق عبثها الذي يعلن عنه الصراع القائم المنقسم بين تطرف وتطرف مضاد على اكثر من مستوى
او المقاومةلهذا التوجه والتوقف عن السير في تحقيق اهدافه ومقاصده
واجتراح كل ما من شأنه كبحه وتجاوزه وعدم انفاذه
وفيما يخص المشكل اليمني تتضاعف الخطورة بالوضع الراهن الذي عليه حيث الانقلاب الذي قضى على هامش الدولة واستحكم على مؤسساتها واتجه نحو احالة البلد محرقة يتم من خلالها مقايضة ويلات اليمنيين ومعاناتهم لصالح مشاريع فئوية وعنصرية ضيقة تعمل وفق اجندات اقليمية ودولية ويتبدى البؤس اكثر في الواقع الاجتماعي والسياسي المفكك الذي انتجه نظام الحكم واستمرار حالة الشرعية في البلد على المراوحة ووقوعها في الاخفاقات بين منعطف وأخر وعدم انجاز نجاحات ملموسة في رصيدها كل هذا يجعل من الملف اليمني اكثر تعقيدا ويزيد من حالةالخطورة.
*البدائل المتاحة والمطلوبة:
سنتحدث باقتضاب من واقع قراءة المشهد والمخاطر القائمة كما اوردنا وباعتبار التحالف العربي المعلن عنه بقيادة المملكة حامل سياسي يعبر عن مصالح المنطقة وهو الحاضر بموازاة القوى الاقليمية الاخرى سنتحدث عن البدائل والتمطلبات المرتبطة بالملف اليمني خصوصا والبدائل والمتطلبات بشكل عام
اولا:- البدائل فيما يخص الملف اليمني
1-الوقوف والمراجعة من قبل اعضاء التحالف بقيادة المملكة وخاصة دول التعاون الخليجي بشكل جدي على اخطاء المراحل الماضية بالتعاطي مع اليمن كبلد بكل ماهو عليه كموقع جيوسياسي حيوي وكديمواجراف فعال ليبقى في حالة عزل تتسلط على امره نفوذيات فاسدة ظلت تحظى بدعم الجيران لعقود
2_اعتبار الانقلاب المشكل الراهن والاولوية الملحة وبالتزامن مع التوجهات القائمة اذ يجدر بالتحالف بقيادة المملكة بقيادتها الحديثة المسارعة للعمل على الأتي:
-حسم مسألة ضم اليمن الى عضوية مجلس التعاون الخليجي واتخاذ قرار تاريخي شجاع الآن قبل اي تأخير ولو بمستوى متدرج (الثانية/الاولى) حتى يتسنى انجاز بعض الالتزامات والاسس واكتمال بعض المهام على رأسها انهاء الانقلاب ووضع اسس اليمن الاتحادي وذلك لما سيمنح الكثير من الصلاحيات لمتابعة الملف اليمني في اطاره الاقليمي وبالتالي القيام بمهام اجرائية بعيدا عن اي ابتزاز او ضغوطات وخارج اي عبث او تلاعب.
-ترميم الواقع السياسي الداعم للشرعية على النحو الذي يتم من خلاله تحقيق فرز حقيقي في بنية وموقف اطراف العمل السياسي الحامل للشرعية وتحقيق اسناد اكيد عما ظل سائدا من خلال المبادرة نحو صياغة رؤى تنفيذية متكاملة ومكملة لمؤتمر الرياض وعلى خطاه تخرج بمشاريع عملية على ارضية مخرجات الحوار الوطني (نقترح التحضير لمؤتمر وطني لاطراف الشرعية على قاعدة حسم الانقلاب وتنفيذ مخرجات الحوار)يتم الخروج منه بقرارات وتصورات وطنية عملية تتسق بشكل اكيد ومخرجات الحوار الوطني ومن الطبيعي ان تتم الدعوة لهذه الفعالية الوطنية ككتل سياسية واجتماعية وفئات تماشيا مع مؤتمر الحوار لكن خلافا لما قد تم بأن تكون كتل معبرة عن الاقاليم وبحيث يكون على سلم مهام هذا المؤتمر المبادرة الى اقرار مصفوفة تنفيذية بشأن انهاء الانقلاب والتهيئة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ويتم البدء تشكيل هيئات وطنية انتقالية في الاقاليم تتولى مهام تثبيت السلطة في كل اقليم بمعنى استحاثة الدور المجتمعي والجماهيري ويتم ذلك استنادا واتساقا مع مضامين مخرجات الحوار الوطني وبالتالي محاصرة الانقلاب في اقليم الانقلاب ذاته بدلا من تصديره لحربه لكافة البلد كما يهدف اليه واستنزاف لدور وجهود التحالف كما هو موكول له.
-ترميم وضع مؤسسات الشرعية وتفعيل دورها على النحو الذي يعزز من حضورها في ذهنية المواطن العادي والرأي العام المحلي والاقليمي والدوليوالعمل على رفع كفاءة وجودها وتعزيز بناها ومداميكها وتشكيل وبناء روافع حلقية فاعلة في مستويات هيكلها القائم وعلى الاقل بالتوازي مع ما يقوم به الطرف الانقلابي الذي قد غرز انيابه في ثنايا الجهاز العام لمؤسسات الدولة ولكل مما ورد معان تتحدد لها الآليات اللازمة ويتم ذلك ابتداء من الحكومة مرورا بكل اجهزتها في مقدمتها الاعلام والسلك الدبلوماسي والمحافظات..وصولا الى مؤسسات المجتمع،اذ لازال دور الشرعية ضعيف والتحالف كذلك وهناك كثير من الفراااااغ والقصور!!!
-المساعدة في خلق جبهة اعلامية سياسية وثقافية موحدة محترفة وفعالة على مستوى اليمن والخليج.
3- الجيش والمقاومة:
-لابد من اعادة النظر في كل المهام والتموضعات والخطط الراهنة المسنودة للجيش والمقاومة في مختلف الجبهات بحيث يتم التنسيق مع الشرعية لوضع آليات واضحة ومحددة وتشكيل غرفة عمليات مركزية بقيادة عسكرية مشتركة للتحالف والشرعية ومنسقي المناطق / الاقاليم بالتزامن مع التوجهات التقييمية الجديدة على المستوى السياسي والعسكري.
- ملف الجرحى وهو ملف حساس ومهم اذ لابد من اسناد هذا الملف لصندوق او هيئة تكون له فروعه على مستوى الاقاليم و معالجته بالاجراءات التي تحسم امره
وباعتبار ان المعركة في الدائرة في اليمن هي معركتين في آن واحد معا فهي معركة اليمنيين ضد الانقلاب وهي معركة التحالف في مواجهة حسابات اقليمية ودولية اخرى وعليه:فلابد من اقرار شهداء وجرحى الجيش الوطني والمقاومة الشبيعة يخضعون للرعاية ذاتها من قبل التحالف كجرحاهم وشهدائهم ولابد من جهة خاصة تنشاء من قبل التحالف لمتابعة شئونهم وفي اقرب ما يمكن لان سلبية ذلك تنعكس على المسألة الاجمالية.
-لابد من تفعيل قوات درع الجزيرة وبضم اليمن لعضوية المجلس يتم ضم وحدات من الجيش الوطني اليها.
-لابد من المسارعة بالوقوف امام الخارطة الاجتماعية والثقافية والجيوسياسية لليمن لاهمية ذلك في معرفة العمق الوطني لليمن والذي سيشكل الفارق حتما حالما تم التعاطي معه جيدا والامر الذي يخلص الى سرعة حسم مسألة تحرير الوسط تعز تحديدا والبدء بالتوجه الفوري الى فتح معسكرات تدريب للشباب
فثوار 62م الذين حملوا لواء الثورة والذين وصلوا حتى حصار صنعاء
كانت تعز هي العمق الاستراتيجي الملهم للثورة تعز كانت الحاضنة والحاضرة في كل شبر من مراحل وخطى سبتمبر و للامس القريب كانت ملهمة المد التغييري لثورة 2011م.
5-تستمر السلطة الشرعية بالتمسك بالحد الادنى من مطالبها والمتمثل بتنفيذ القرار الاممي 2216 ولايجب اطلاقا السماح بمهددات تآكل شرعيتها وتبادر الى عقد فعالية سياسية وطنية عاجلة كمؤتمر تالي لمؤتمر الرياض وعلى خطاه تجدد تمسكها بكل مرجعيات شرعيتها وتضع الرأي المحلي والعالمي امام كل مايجري وتدعو المجتمع الاقليمي ممثلا بالتحالف والجامعة العربية ومن ثم المجتمع الدولي الى ضرورة التدخل من اجل انفاذ القرارات الاممية او الاسناد من اجل تنفيذه وتبادر جامعة العرب لعقد قمة طارئة من اجل اليمن وتدرس امكانية تعزيز دور التحالف في مساندة الشرعية.
6- على المستوى الاقتصادي لابد من تصورات عملية يتم من خلالها تحريك الملف الاقتصادي عبر:
-مؤتمر خليجي لدعم اقتصاد اليمن واسناد حكومته الشرعية
-ضمان قطع الشرايين التمويلية للانقلاب ومحاصرته اقتصادياً و تسريع فاعلية دور المؤسسات المالية وحوكمتها بيد السلطة الشرعية عبر الأليات والاجراءات المحققة لذلك.
7-تتولى الشرعية والتحالف مهمة تفعيل الدور المجتمعي والجماهيري الشعبي في معركة حسم الانقلاب ومواجهة مخاطر التوجه الفوضوي
-تفعيل دور هيئات ومبادرات وطنية للترافع امام الجهات الدولية بشأن جرائم الانقلاب في العبث بالسيادة العامة للبلد والعمل لصالح اجندة خارجية عبثية تلحق الويلات والمآسي للمجتمع والمنطقةوكذا جرائم الانقلاب في تجريف المال العام وجرائم اغتصاب السلطات وجرائم الابادة والقصف للمدنيين لاسيما الاطفال
وجرائم الاعتداء على الحريات العامة الى جانب ما يلزم من الاجراءات المتوجبة على الشرعية اتخاذها والترافع امام عدالة الجهات الاقليمية والدولية.
-تفعيل دور الاحتشادات الشعبية المناهضة والرافضة تزامنا مع انطلاق حسم الانقلاب والمساندة للحسم.
8-مماهو معلوم ان اقليم أزال تقريبا حاضن للانقلاب وكل نخبه على اختلاف تنوعها الاجتماعي والسياسي الا انها متواطئة فعلا مع ما يجري وهذا لايحتاج الى اجتهاد ولذلك توضع استراتيجية حسم الانقلاب على هذا الاعتبار بحيث يكون خيار الحصار للانقلاب وعزله في سياق ترسيم الاقاليم وفقا لمخرجات الحوار احد البدائل المطروحة،ونعتقد اذا ما تم تشكيل الهيئات الوطنية الانتقالية في الاقاليم ستتولى القيام بكثير من المهام حيث وفي هذه الظروف الاستثنائية تشكل هذه الهيئات بقرارات جمهورية وتكون هي المرجعية لتثبيت السلطة واسنادها وهي التي تتولى متابعة مهام اعادة ضبط وتصحيح مسار المؤسسات ونزع انياب الانقلاب وصواعق الفوضى والحفاظ على كيانية هذه المؤسسات من الانهيار.
ثانيا :- البدائل على مستوى المنطقة عموما
1-المسارعة نحو تعزيز تماسك الكيان الحامل الممثل بالتحالف العربي ابتداءا بحسم الرؤى والمواقف لنواة التحالف العربي ممثلة بمجلس التعاون الخليجي اولا ازاء مختلف الملفات والاهتمامات في المنطقة وبلورة تصورات عمل واقعية للتعاطي معها وتحديد اولوية ذلك والشروع في تحديد آليات لها.
2-يتبنى التحالف بقيادة المملكة توجه نحو فتح نوافذ للالتقاء مع ايران وكذلك الاتراك للوقوف على مخاطر التصعيد القائم وانعكاساته التي قد لاتستثني احد
والعمل على ايجاد مقاربات فكرية وسياسية وتحدد الآليات لذلك .
3-لابد من اعادة النظر في توزيع المصالح الدولية في المنطقة على النحو المتوازن الذي يخلق اهتمام دولي يحق الاستقرار واذابة اية تحفظات تجاه روسيا والصين،وبالضرورة لابد من بحث تفاهمات مع روسيا وانجاز تسويات يتم من خلالها التأثير الايجابي على ملفات المنطقة ولايجب بتاتا تصعيد المواجهة معها لان ذلك خدمة مجانية لصالح مشروع فوضى المنطقة.
4-يتبنى التحالف بقيادة المملكة فتح مشاورات مع الاطراف الدولية لاسيما روسيا بشأن الرؤى والتصورات ذات الاهتمام الدولي خاصة مسألة بحث نوافذ للالتقاء مع ايران ويمكن للتحالف ان يلعب بالمقابل دور الوسيط للتهدئة بين تركيا وروسيا كجزء من متطلبات التهدئة للمنطقة.
6-يتبنى التحالف بقيادة المملكة اعلان مصفوفة نظرية تسمى الاستراتيجية النظرية للتحالف تشتمل على المبادئ والاهداف ومختلف الرؤى وآليات العمل المشتركة.. يتحدد فيها موقف اعضاء التحالف بوضوح من الديمواقرطية والحريات العامة وحقوق الانسان والارهاب والفساد السياسي والاداري والعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي والحوارات الفكرية والثقافية بين مختلف الفئات والمذاهب
بحيث تتحدد تباعا لها الآليات الوطنية للعمل بها على مستوى كل عضو وتتحدد الهيئات المنفذة والمتابعة للتنفيذ وتعلن هذه الوثيقة كمضمون وشعار للمرحلة القادمة،وتتبنى الوثيقة انشاء ورعاية مراكز للدراسات الاستراتيجية وتحليل الازمات تقدم دراساتها بشأن مختلف القضايا.
*ملاحظة هناك تفاصيل ربما تكون مشمولة في اوراق جزئية اكثر تفصيل.