هكذا كان إخوة يوسف
يستكثرون عليه المحبة ، والدفء
والعيشة الراضية..
ويغارون من كل شيء بسيطٍ
يمُرُّ بأمعائهِ الخاوية ..
هكذا كان إخوة يوسف لكنهم
ما أرادوا بأن يحرموه الحياة
فألقوه في الماء
كي تلتقطه من الجُبِّ
سيَّارةٌ آتيةْ ..
ثم عادوا إلى البيت
يبكون خوفاً عليه
يخافون أن تتأخر سيَّارةُ البئر
يدعون ألا يطول بهِ
ليلُ وحشتهِ القاسية ..
يتمنون ألا يعود إليهم
ويرجون أن يتلقّى السعادةَ
في قريةٍ نائيةْ ..
ولكن إخوة يوسف هذا الزمان
أتوا بكراهيةٍ عاليةْ ..
فأرادوا بأن يأخذوا البئرَ ظلماً
ويُلقوا بيوسف في الهاويةْ ..
حاربوا كل سيَّارةٍ
منهُ تدنو لإنقاذه ..
ومضوا يتناجون
"يا ليتها كانت القاضية"
فنلتهمُ الأرضَ ، والساقيةْ ..
والعصافير تهمسُ
إن لم يكُن همَّهُم حزن يعقوب
يا ليتهم قدروا (غانيةْ ) ..
ويا ليتهم فكروا لحظةً
أنّ هذي الحياة
بكل ملذاتها فانيةْ ..
ولا شيء يبقى سوى الحب ، والود
والقيَم العالية ..
هكذا صار إخوة يوسف لكنهم
أخطأوا الآن توقيتهم
إنهُ زمنُ الحق ما جاء إلا
ليقتلع الطاغيةْ ..
وكي يرجع الماء ، والداليةْ ...