حصار تعز يفضح إنسانية يونيسف و أوكسفام ورعاية الأطفال
المستقبل اونلاين - منال الأديمي

لم يقتصر دور من أقدم على نهش مدينة تعز على مليشيات الموت والتخلف، لكن حلقة القتلة أيضاً تضمّن عدداً من المنظمات التي يفترض أن تكون "حقوقية وانسانية". في تعز فلقد ادعت العديد من تلك المنظمات زوراً بأنها تعمل في اغاثة المدينة لينكشف كذبها في نهاية المطاف إذ لا توجد أي منظمة دولية تعمل في المدينة على الاطلاق عدا تواجد متواضع لمنظمة أطباء بلا حدود، واليونيسف عبر منظمات محلية. الأدهى من ذلك، أن تعز فضحت الأجندات السياسية الحقيقية لتلك المنظمات بوضوح واستخدامها عملياتها الوهمية وتقاريرها "الانسانية" من أجل استمرار حصار المليشيا بهدف نهائي هو إطالة أمد الصراع في اليمن وتعميق جذوره.

كان ضمن تلك المنظمات يونيسف الأممية وأوكسفام ورعاية الاطفال البريطانيتان التي صدمت الشعب اليمني وسكان تعز بشكل خاص عندما قدمت هذه المنظمات بشهادة زور امام لجنة برلمانية بريطانية كان موضوعها الأساسي غريباً ومقرفاً، إذ تركزت الشهادة على تبرئة ساحة المليشيا من قضية حصار تعز وانكار وجود حصار "فعلي" عليها وأن الوضع المعيشي فيها مبالغ به من قبل الصحافة.

ما يناقض شهادة الزور تلك، أن تتناقض مع غياب أي وجود لتلك المنظمات في المدينة كما يشير الى ذلك جميع الناشطين الانسانيين المحليين في المدينة بما فيهم بيانات ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز الأخيرة، بالإضافة  الى تأكيد التقارير الدولية على ذلك الغياب ومنها آخر تقرير "وثيقة الحقائق" مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين عن شهر مارس وكذلك وثيقة "نبذة عن تعز" التي أصدرتها منظمة الهجرة العالمية في أبريل بالرغم من تحسن الوضع الأمني بعد سيطرة المقاومة والجيش على الطرق غرب وجنوب غرب المدينة. كما ناقضت تلك الشهادة عشرات التقارير الحقوقية العالمية، فلم يصدر تقرير دولي واحد يدعم تلك الشهادات التي وثقها البرلمان البريطاني بالفيديو ووضعها على موقعه الالكتروني.

والحقيقة أن تعز نفسها ووضعها الكارثي قد فضحت كل تلك المنظمات وأجنداتها السياسية بعدد من الحقائق التي لا تستطيع تلك المنظمات انكارها. فتقارير جميع المنظمات المذكورة لا تذكر أنها ادخلت مساعدات لها الى المدينة بواسطة موظفيها وسياراتها الخاصة بها لكن عبر منظمات محلية لليونيسف (فقط) اذ تقوم بشراء 600 متر مكعب في اليوم فقط من المياه لأبناء تعز لا يفي بما نسبته 3% من كمية الاحتياج بحسب رسالة من المحافظة الى وزير المياه. وتزور المنظمات الواقع مرة أخرى في تعز حين تتحدث تقاريرها عن ادخالها مساعدات معينة بينما لم يتعد أحد موظفيها نقطة تفتيش المليشيا كما لم تشر الى قيامها بعملية حصر المحتاجين اليها ومناطق تواجدهم وعملية توزيع المساعدات ببساطة لانها عاجزة عن دخول المدينة بينما قامت اليونيسف فقط بإيكال الأمر الى منظمات محلية في المدينة كما تم ذكره آنفاً.

ومن يطلع على تقارير منظمة أوكسفام يقرأ بأنها عملت داخل المدينة المحاصرة لكن حقيقة الأمر يفضحها موظفو نفس المنظمة الذين أخبروني بأنها قامت بتوكيل منظمة محلية لشراء كمية تافهة من المياه (150 متر مكعب) من داخل المدينة وتوزعها على بعض مناطق المدينة لكنها تخصص دبة واحدة للأسرة الواحدة فقط. والفضيحة الثانية كانت أن هذا النشاط تم خلال منتصف نوفمبر حتى منتصف يناير الماضي ليتوقف كل ذلك النشاط حتى الآن بسبب رفض المنظمة دفع مستحقات المنظمة لأسباب عزتها الى نقص التمويل.

من العيب أن تكذب منظمات دولية على الانسانية ومن العيب أكثر أن تكون أكيدة بأن أبناء الشعب اليمني لن يشاهد زورها، بينما يشاهد التقارير التي تصدرها منظمات دولية كبيرة مثل العفو الدولية ومرصد حقوق الانسان الدولية والكثير الكثير من القنوات التلفزيونية التي تفضح حقيقة الأمر الكارثي في تعز، في الوقت الذي فشلت فيه تلك المنظمات عن كل ذلك امام الضحايا.

متعلقات