سقطرى... جزيرة الحلم والخيال
المستقبل اونلاين - ويكيبيديا

سقطرى هي أرخبيل يمني مكون من أربع جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، على بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية،  يشمل الأرخبيل جزيرة رئيسية وهي سقطرى، وثلاث جزر هي سقطرى ودرسة وسمحة وعبد الكوري، وجزيرتين صخريتين صغيرتين، وتعتبر جزيرة سقطرى أكبر الجزر العربية واليمنية، ويبلغ طول الجزيرة 125 كم وعرضها 42 كم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، عاصمة الجزيرة حديبو، وبلغ عدد سكان الجزيرة حسب تعداد 2004 135,020 إلف نسمة.

ترجع شهرة سقطرى وأهميتها التاريخية إلى بداية ازدهار تجارة السلع المقدسة، ونشاط الطريق التجاري القديم - طريق اللبان، حيث اشتهرت سقطرى بإنتاج الند وهو صنف من أصناف البخور، وبإنتاج "الصبر السقطري" كأجود أنواع الصبر وزادت أهميتها وتردد ذكرها إلى شعوب حضارات العالم القديم التي كانت تنظر إلى السلع المقدسة نظرة تقديس البخور والمر والصبر واللبان ومختلف الطيب، وكانوا يسمون الأرض التي تنتج هذه السلع الأرض المقدسة ولهذا سميت جزيرة سقطرى عند قدماء اليونان والرومان بجزيرة السعادة.

خلّف انعزال الجزيرة الطويل عن أفريقيا وشبه الجزيرة العربية مستوى فريد وغير مألوف من الاستيطان الحيوي على الجزيرة، وكذلك في المستوى الاجتماعي لسكان الجزيرة.

وهي في موقع استثنائي من حيث التنوع الكبير في نباتاته، ونسبة الأنواع المستوطنة، حيث أن 73% من أنواع النباتات (من أصل 528 نوعاً) و09% من أنواع الزواحف و59% من أنواع الحلزونيات البرية المتواجدة في الأرخبيل غير موجودة في أي مناطق أخرى من العالم.[3] أما بالنسبة للعصافير، فالموقع يؤوي أنواعاً هامة على المستوى العالمي (291 نوعاً، يتوالد 44 منها في الجزر، فيما يهاجر 58 منها بانتظام)، ومن بينها بعض الأنواع المهددة بالانقراض، وتتميز الحياة البحرية في سقطرى بتنوع كبير، مع تواجد 352 نوعاً من المرجان الباني للشعب، و730 نوعاً من الأسماك الساحلية، و300 نوع من السراطين والكركند والإربيان.

تم تصنيف الجزيرة كأحد مواقع التراث العالمي في عام 2008. ولقبت "بأكثر المناطق غرابة في العالم"، وصنفتها صحيفة النيويورك تايمز كأجمل جزيرة في العالم ل عام 2010 نظراً للتنوع الحيوي الفريد والأهمية البيئية لهذه الجزيرة وانعكاسها على العالم. في أكتوبر من عام 2013، أصبحت محافظة أرخبيل سقطرى محافظة مستقلة عن محافظة حضرموت.

 

  • التسمية :

سُقُطْرَى هو الاسم الأصلي لهذه الجزيرة منذ القدم، وهو إسم عربي قديم ذكره المؤرخون القدامى، ويطلق عليها عدة مسميات على سبيل المثال: سقطرة ، سوقطرة ، سقوطرة ، سوقطرا ، سقطرا ، سقوطرى ، أسقطرى ، سكوترة ، سكوطرة ، سوقوتيرا ، ديوسقوريدس.

ضبط ياقوت الحموي اسمها في معجمة بضم اوله وثانيه وسكون طائه والف مقصورة (سقطرى)، وروى الاسم بالمد في اخره (سقطراء) ويكتب ايضا بالتاء المربوطة (سقطرة) والارجح سقطرى. ويعتقد ان الاسم سقطرى محرف عن الكلمة السنسكريتية (سكهادارا) و (دويفا سكهادارا) تعني جزيرة (دار السعادة) على ان مدى قدم التسمية الهندية غير معروف، مما قد يرجح ان التسمية الهندية تحريف للاسم الاصل (سكرد) في لغة النقوش اليمنية القديمة، وقد دلل (والتر موللر) في بحثة عن اللبان على ان اسم المكان (سكرد) الوارد في نقش (كوربوس 621 سطر 6) وفي نقش (ينبق 47 سطر- 5) هوالمقصود به سقطرى، اي ان سكهادارا تحريف بأبدال الدال والراء من سكرد، ولا اعتبار في مثل هذة الحالات لأصوات اللين ،اذ هي لا ترسم في لغة النقوش اليمنية ، كما ان اثبات الهاء او اهمالها امر شائع ، وقد تقتضيه طبيعة رسم الاسم في الهندية، واسم الجزيرة في المصادر اليونانية (بطليموس وبلينيوس) دو سكريدس /دو سكريدا وهي فيما يرجح ايضا تحريف للاسم اليمني القديم نفسة سكرد حيث دو او ديو السابقة في التسمية اليونانية هي على الارجح تحريف ذو اداة النسبة في لغة النقوش.

ودو سكريدس ديو سكريدس هي تحريف ذو سكردا بإهمال صوت اللين (الياء) واعراب الاخر باليونانية (س) وابدال الراء والدال كما هي في حالة التسمية السنسكريتية تماماً.

  • التاريخ :

أقدم الاثار التي عثر عليها في سقطرى فهي موقع قديم يقع بالقرب من قرية راكف شرق الجزيرة يرجح ان يكون بقايا مشغل لصنع الادوات الحجرية من احجار الصوان (العصر الحجري) وذلك حسب مصادر البعثة الروسية اليمنية التي عملت بالجزيرة اذ تغطي فيها اللقى الاثرية مساحة تقدر ب 1600 متر مربع، كما عثر في القرية على مجموعة من المدافن بها هياكل وجماجم وعظام وكذلك بقايا سكاكين حديد ودبوس برونزي وانا كروي من الفخار الاحمر، ويرجح ان تاريخ تلك المدافن يعود للنصف الثاني من الالف الاول قبل الميلاد.

وفي منطقة اريوش عثر على مخربشات ورسوم صخرية لم يحدد تاريخها لكنها شبيهة بالنقوش اليمنية القديمة وكذلك النقوش والرسوم التي عثر عليها في الجزيرة العربية من صور سحرية ومناظر للإنسان والحيوان، اما اللقى الاثرية التي عثر عليها في وادي حجرة فتدل على ان قطع من اواني فخارية مستوردة يعود تاريخها الى القرن الثاني حتى القرن السادس للميلاد.

مع إنه من غير المعروف بالضبط متى أستوطن الإنسان أرخبيل سقطرى، إلا إن عالم الآثار الكسندر سيدروف-مدير متحف الشعوب الحضارية في روسيا ورئيس البعث الأثري الروسية في سقطرى يقول إنه قد تم العثور على موقع يعود إلى العصور الحجرية أي إلى ماقبل مليون ونصف المليون سنة، الأمر الذي يؤكد أن الانسان القديم سكن هذه المنطقة المهمة من العالم وقد تكون الجزيرة متلاصقة مع القارات الأخرى، مضيفاً بأن ديانة سكان الجزيرة قديما كانت كديانة سكان حضرموت الذين كانوا يعبدون الإله سين “ذو عليم” في العالم القديم. ونجد العديد من المؤرخين قد أشار إلى الجزيرة وخاصة المؤرخين الرومان والإغريق، وبعض المؤرخين والجغرافيين العرب.

 

  • التاريخ القديم :

حاول الإغريق والفراعنة وكذلك الفرس والروم السيطرة على جزيرة سقطرى.

استولى الحميريون على جزيرة سقطرى في عام 320 في القرن الرابع الميلادي، بعد استيلائهم على مملكة حضرموت.

 

  • التاريخ الوسيط :

احتل أسطول برتغالي بقيادة ترستاو دا كونها وألفونسو دي ألبوكيرك سقطرى في 1507 ثم رحلوا عنها سنة 1511م.

 أشار المؤرخ الحضرمي شنبل إنه في عام 1509م شن خميس وعامر أبناء سعد بن الزويدي من قشن غارات على سقطرى التي كانت آنذاك في قبضة الفرنج-يقصد هنا البرتغاليين- فاقتتلوا معهم وقتل ما يقارب العشرة من الفرنج، وتغلب المسلمون عليهم وسيطروا على جزء من ممتلكاتهم.

وهكذا اضطر البرتغاليين في عام 1511م إلى مغادرة سقطرى، ومنذ ذلك الوقت عاد المهريون الأسياد الرئيسيين في الجزيرة، وقد أسسوا سلطنة المهرة في قشن وسقطرى في 1549، وتعرضت الجزيرة للإحتلال البريطاني، وكان سلاطينها يقاومون تلك الهجمات. وكانت جزء منها .

 

  • التاريخ الحديث :

 

في عام 1876م وصل من مستعمرة عدن إلى سقطرى المندوب السياسي البريطاني ووقع مع سلطان قشن وسقطرى على معاهدة لضمان حماية بضائع وركاب السفن البريطانية، وفي 1886 أصبحت سلطنة المهرة محمية بريطانية، ثم أصبحت فيما بعد جزءاً من محمية عدن.

وفي 30 نوفمبر 1967م مع نجاح ثورة 14 أكتوبر نزلت في الجزيرة فرقة من الجبهة القومية للتحرير، وانتهت بذلك سلطنة المهرة في قشن وسقطرى، وأصبحت سقطرى جزء من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .

 

  • اليمن الجنوبي :

كان في سقطرى في العهد السوفياتي قاعدة بحرية عسكرية سوفياتية متقدمة، للبوارج ووالأساطيل، ظلت تعمل حتى قيام الوحدة اليمنية عام 1990م

 

  • الموقع :

يقع أرخبيل سقطرى في الساحل الجنوبي للجزيرة العربية أمام مدينة المكلا شرق خليج عدن حيث نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب، وكذلك إلى الشرق من القرن الإفريقي، وتبعد حوالي 300 كيلومتر عن أقرب نقطة في الساحل اليمني عن رأس فرتك في محافظة المهرة، و900 كيلومتر عن مدينة عدن.

 

  • الموقع الفلكي

تقع جزيرة سقطرى بالقرب من خط الأستواء، بين خطي طول 53.19 و54.33 شرق خط جرينتش الدولي وبين دوائر العرض 128 و42.12 شمال خط الاستواء، وذلك الموقع جعل مناخها يتسم بالمدارية عموماً. وقد أتاح هذا الموقع خصوصية السمات المناخية للجزيرة مما جعلها تتمتع بتنوع في الغطاء النباتي.

الموقع الاستراتيجي

تقع سقطرى في الممر الدولي البحري الذي يربط بين دول المحيط الهندي بالعالم .

  •  

تبلغ مساحة جزيرة سقطرى حوالي 3,650 كيلومتر مربع ، من "رأس مومي" وهو أقصى الشرق إلى "رأس شوعب" أقصى الغرب 135 كيلومتر بينما أقصى امتداد بين الشمال والجنوب يصل إلى 42 كيلومتر.

 

  • التضاريس :

تتمتع الجزيرة بتضاريس مختلفة، حيث توجد السهول والهضاب والمناطق الجبلية والمناطق الساحلية، ففي الوسط هضبة شديدة التضرس مكونة من الصخور الجيرية ويحيط بها سلاسل جبلية مكونة من الجرانيت ومخروطية الشكل شديد الارتفاع والانحدار، وتعد "جبال حجيرة" من أكثر السلاسل ارتفاعا وامتداداً في الجزيرة، فيما نجد الشمال والجنوب عبارة عن سهول ساحلية تقطعها الحصى والأحجار الرملية مع وجود مناطق متفرقة للكثبان الرملية المنتمية للنوع الهلالي، ويتركز سكان الجزيرة على السواحل ويندر وجودهم في المناطق الجبلية.

تتوزع تضاريس الجزيرة بين جبال وسهول وهضاب وأودية وخلجان وذلك كما يلي:

 

  • الهضبة الوسطى

تشغل هذه الهضبة معظم مساحة الجزيرة وتطل على السهول الساحلية بشكل متدرج في الانخفاض ويقسمها وادي "دي عزرو" إلى قسمين رئيسين هما: الهضبة الشرقية والهضبة الغربية.

السهول الساحلية الشمالية : (سهل حديبو) وتتوزع في مناطق متفرقة مثل :-

سهول رأس مذهن – وسهول وادي درباعه ووادي طوعن. - سهول حديبو.

السهول الساحلية الجنوبية : (سهل نوجد) وتتوزع إلى الآتي:

سهول وادي ديفعرهو - سهل وادي ديعزرهو.

 

توزع الجبال في جهات متفرقة من سطح الهضبة الوسطى، وأهمها سلسلة "جبال حجهر"، وأعلى قمة فيها يبلغ ارتفاعها 1505 متر، وتمتد هذه السلسلة من الجبال من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي لمسافة 24 كم تقريباً، ويزداد ارتفاعها في الوسط والشرق وتضيق وتنخفض في الغرب، كما توجد عدد من الجبال الأخرى أهمها "جبال فالج" إلى الشرق، أعلى قمة فيها 640 متراً، وجبال قولهل إلى الجنوب الغربي أعلى قمة فيها (978 متراً).

 

الوديان :

يوجد في جزيرة سقطرى عدد كبير من الأودية، وتتخذ مسارات واتجاهات عدة بحسب تأثيرات السطح وهي كما يلي:

وديان الشمال: تصب شمال الجزيرة في بحر العرب الواقعة إلى الشرق من مدينة حديبو، وتتميز بأحواضها الصغيرة وقصر مجاريها حيث لا تتعدى مسافة 7 كم تقريباً، وهي ذات تصريف كبير نظراً لاستمرار جريان المياه فيها على مدار العام مثل: وادي دانجهن، وادي حشرة، وادي دنية، وادي درابعة، وادي طوعق

 

وديان الشمال الغربي: تصب في الشمال الغربي، وتقع إلى الشمال من جبل فادهن مطلو مثل: وادي دوعهر، وادي عامدهن، وادي جعلعل، وادي ديمجت وادي فرحة.

وديان الجنوب : التي تصب جنوب الجزيرة والواقعة إلى الشرق من جبل قرية وهي وديان ذات مجاري طويلة وأحواض متسعة وذات تصريف أكبر من الأودية الشمالية، نظراً لغزارة الأمطار الصيفية التي تسقط على السفوح الجنوبية وخاصة في "سهل نوجد" مما يؤدي إلى توفر المياه فيها بالإضافة إلى عدم تعرض هذا السهل للرياح الشديدة مما خلق ظروفاً مواتية لظهور نشاط زراعي محدودة، مثل: وادي ستريو، وادي تريفرز، وادي ريشي، وادي عسرة، شبهون، وادي فاقه. وتنتهي هذه الوديان عند حافة الهضبة، وتصب في السهل الساحلي الجنوبي، أما الوديان التي تصل مصباتها إلى البحر فهي وادي سهوب ووادي عسهم، هذا بالإضافة إلى الأودية الفرعية الواقعة بين مجموعة الجبال وتصب وسط الجزيرة.

الرؤوس والخلجان[عدل]

يوجد في الجزيرة عدد من الروؤس الصخرية حيث يمتد بعضها إلى مياه البحر:

روؤس الشمال والشرق: رأس مومي - رأس ديدم - رأس مذهن - رأس بوركاتن - رأس عدهو - رأس دي حمري - رأس حولاف - رأس قرقمة - رأس عند - رأس بشارة - رأس سماري - رأس حموهر.

روؤس الغرب: رأس بادوهن رأس حمرهو، رأس شوعب.

روؤس الجنوب: رأس شحن، رأس مطيف، رأس زاحق، رأس قاش، رأس ينن.

  •  

توجد مجموعة قليلة من الخلجان في الجزيرة وأهميتها تكمن باستغلالها كموانئ طبيعية وهي: خليج بتدرفقه في الشرق، وخليج عنبه تماريدا في الشمال، وخليج بندر قلنسيه في الغرب، وخليج شربرب في الغرب، وخليج أرسل في الجنوب.

 

تتميز الجزيرة بثلاثة مناخات وهي كالتالي:

يسود الجزيرة مناخ بحري حار حيث درجة الحرارة العظمى تتراوح بين (26ْ-28ْ) مئوية ودرجات الحرارة الصغرى بين (19ْ - 23ْ) مئوية والمتوسط الحراري السنوي ما بين (29ْ – 27ْ) مئوية حيث يكون معدل درجات الحرارة لشهر يناير (24ْم) ولشهر يوليو (30مْ) ويعتبر شهرا يونيو ويوليو أكثر ارتفاعاً لدرجة الحرارة وأقل الشهور حرارة هما شهري ديسمبر،يناير، كما تقل معدلات درجة الحرارة كثيراُ في المناطق الجبلية. المناطق الشرقية تتميز بالجود المعتدل بالبرودة في بعض الأشهر وفي بعضها تكون باردة.

المناطق الغربية أيضاً تتميز بالبرودة ومنها "منطقة دكسم" المرتفعة حيث تكون هذه المنطقة في الخريف باردة ويتكون فيها الضباب الكثيف. يتراوح معدل الرطوبة النسبية بين 55% في شهر أغسطس و 70% في شهر يناير

تتعرض الجزيرة لرياح شديدة جنوبية غربية تصل ذروتها في مطلع شهر يونيو حتى أواخر شهر أغسطس ثم تبدأ بالانخفاض التدريجي لتصل في بداية أكتوبر إلى سرعة عادية، وذلك عندما تتحول إلى رياح شمالية شرقية وتقل سرعتها إلى (10 عقد، أمَّا الرياح الجنوبية الغربية في شهور يونيو ويوليو وأغسطس، فتكون سرعتها قوية تصل إلى (40 – 50 عقدة)، وقد تصل في بعض الأجزاء من الجزيرة إلى أكثر من (55 عقدة)، ويرافقها حالة اضطراب شديد للبحر.

 

  • الأمطار  :

تترواح كمية تساقط الامطار من 33 الى 290 مل خلال العام.

  • الرياح :

تتعرض الجزيرة لرياح شديدة جنوبية غربية تصل ذروتها في مطلع شهر يونيو حتى أواخر شهر أغسطس ثم تبدأ بالانخفاض التدريجي لتصل في بداية أكتوبر إلى سرعة عادية عندما تتحول إلى رياح شمالية شرقية، و تقل سرعتها إلى 10 عقد، أمَّاالرياح الجنوبية الغربية في شهري يونيو ويوليو وأغسطس فتصل سرعتها إلى 40-50 عقدة، وقد تصل في بعض الأجزاء من الجزيرة إلى أكثر من 55 عقدة، ويرافقها حالة اضطراب شديد للبحر.

 

السكان :

 

قدر عدد سكان الجزيرة عام 1966 حوالي 16,000 نسمه بينما وصل عام 1973م 30,000 نسمة، وذكرت نتائج التعداد العام للمساكن والسكان الذي نفذته الجمهورية اليمنية عام 1994م أن عددهم وصل إلى 44,880 نسمة، وبحسب تعداد اليمن 2004 بلغ عدد السكان 65514 نسمة.

وسكان سقطرة يتميزون في عمومهم بعدم التنافر العرقي إذ تشير الدراسات إلى أنهم ينحدرون من سكان الحميريين واليمنيين النازحين من المهرة وأفريقيا وبالرغم أنه تعاقبت على هذه الجزيرة موجات من البرتغاليين والرومان من قبلهم بهدف احتلالها فضلاً عن الإنجليز الذين جاءوا مؤخراً في عام 1954م، إلا أن ذلك لم يشكل في حد ذاته تبلور مجموعات سكانية مميزة ولها طابعها الخاص بها. وهذا يشير إشارة واضحة إلى أن جزيرة سقطرة تشكل عموم سكانها أصول يمنية خالصة الأمر الذي يمنح هذا الإقليم عنصر قوة جيويولجكية يضاف لبقية العناصر السالفة الذكر.

تعود اصول سكان جزيرة سقطرى إلى مهرة بن حيدان كما جاء في كتاب لسان العرب للهمداني، وقبائل حِمْيَريه وهناك بعض العشائر يعود أصلها إلى حضرموت وسلطنه عمان. وكانت جزيرة سقطرى عاصمة للسلطنة المهرية إلى عام 1967 حيث سقطت بيد افراد من الجبهة القومية للتحرير القادمة من اليمن، وضمت إلى اليمن الجنوبي ثم إلى الجمهورية اليمنية.

 

 

 

  • البيئة :

يشكل أرخبيل سقطرى نظاماُ أيكولوجياً بحرياً مستقلاً، حيث أن الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي وتعتبر موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة، وأهم موطن لأشجار اللبان المشهورة في العصور القديمة، حيث يوجد في الجزيرة تسعة أنواع من أشجار اللبان من أصل 25 نوع في العالم.

سُجل في الجزيرة حوالي (850) نوعاً من النباتات منها حوالي 270 نوعاً مستوطنة في الجزيرة، ولا توجد في أي مكان آخر من العالم. من بين الأنواع الهامة والقيمة شجرة دم الأخوين وفي الجزيرة عشرة أنواع من النباتات النادرة والمهددة من أصل 18 نوع في العالم.

يعتبر الجزء الشمالي الغربي من خليج عدن والمنطقة المحيطة بأرخبيل سقطرى من بين أكثر المناطق البحرية إنتاجية في العالم وتقارن في إنتاجيتها سواحل البيرو وغرب أفريقيا.

تؤوي الجزيرة أنواعاً هامة من العصافير على المستوى العالمي (291 نوعاً، يتوالد 44 منها في الجزر، فيما يهاجر 58 منها بانتظام)، ومن بينها بعض الأنواع المهددة بالانقراض. وتتميز الحياة البحرية في سقطرى بتنوع كبير، مع تواجد 352 نوعاً من المرجان الباني للشعب، و730 نوعاً من الأسماك الساحلية، و300 نوع من السراطين والكركند والإربيان.

 

  • الغطاء النباتي :

سجل في جزيرة سقطرى 850 نوع من أنواع النباتات، 270 نوع منها مستوطن أي أنه يوجد في الجزيرة ولا يوجد في أي مكان آخر في العالم، كما أنه يوجد في الجزيرة 10 أنواع من النباتات النادرة جدا والمهددة، والتي ادرج 7 أنواع منها في الكتاب الأحمر للإتحاد الدولي لحماية الطبيعة على أنها نباتات نادرة جدا ومهددة.

تتميز جزيرة سقطرى بغطاءٍ نباتي وفير حيث تصل الأنواع النباتية فيها إلى حوالي (750 نوعاً) نباتياً بينها مجموعة من النباتات يستفاد منها في الطب الشعبي وعلاج الكثير من الأمراض، ومن هذه النباتات أشجار الصبر السقطري وأشجار اللبان والمر ودم الأخوين بالإضافة إلى نباتات طبية أخرى شائعة الاستعمال في الجزيرة مثل الجراز والأيفوربيا وغيرها، كما يوجد في الجزيرة نباتات نادرة أخرى ومما يلفت نظر الزائر انتشار شجرة " الأمته " بالإضافة إلى غابات أشجار النخيل الكثيفة المنتشرة في أماكن كثيرة أهمها ضفاف الوديان الجارية فيها المياه على مدار العام حيث تشكل بساطاً سندسياً أخضر مع زرقة البحر المحيط بالجزيرة لوحة فنية رائعة. من أهم الأشجار والنباتات النادرة في سقطرى : شجرة دم الأخوين، ونبات فرحل، ونبات الأمتة أو الأمتا، ونبات كرتب، وشجرة ” إكشا “، ونبات الصبر السقطري: – طيف، ونبات قمحم، وشجرة الرمان البري (رهيني - صبر يهر)، نبات إشهب.

 

  • الطيور :

تعتبر سقطرى موئلاً طبيعياً للكثير من الطيو تقدر بحوالي 179 والتي تعيش في 32 موقعا على الجزيرة منها 41 نوعا تقيم وتتكاثر وستة أنواع من الطيور المستوطنةK التي لا وجود لها في مكان آخر من العالم، ومن أشهر الطيور الموجودة بالجزيرة : الصقر الحوام السقطري، وطائر السوادية الافريقية: وتدعى في سقطرى " ضفحن "، وطائر الجشنة ويطلق عليه اسم " قسقس " . وطائر " الهازجة " وهو طائر مهدد بالانقراض، له صوت جميل ومميز ويتواجد على الكثبان الرملية ذات الغطاء النباتي القليل. وطائر المغرد السقطري: شديد الخوف والخجل.

 

دوري سقطري.

درسة سقطرى.

تمير سقطري.

غراب البحر السقطري.

زرزور سقطرى.

عصفور الشوك العربي.

 

  • الكهوف :

 

  • كهف حوق :

كهف حوق أو "كهف هوك" هو من أجمل كهوف الجزيرة، يقع في نهاية جبل حالة بمنطقة حالة، على بعد 50 كيلو متر من حديبو، ولم تعرف مساحته الإجمالية بشكل دقيق، لكن بعثة بلجيكية تعمقت فيه لحدود ثلاثة كيلو متر، اعتبرت البعثة الكهف واحداً من غرائب الطبيعة في العالم، ويعد من أهم المزارات السياحية في سقطرى نظراً للنقوش التاريخية والرسومات الفنية والقطع الأثرية المنتشرة فيه.[16]

تقول بعض الروايات أن الكهف استخدم في السابق كمعبد ديني يأوي إليه المسافرون والبحارة من أرجاء العالم في طريقهم إلى آسيا وأفريقيا عبر سقطرى، وكانوا يمارسون فيه طقوسهم الدينية وقد عثر في الكهف على نصوص ولوحات المكتوبة بالخط المسند، [17] ومنها لوحة تقول: «أنا عبقر السومري أرجو ممن وجد هذه اللوحة أن يقرأها ويحفظها في مكانها في الكهف »، وهذه اللوحة تعود إلى 500 سنة قبل الميلاد وكتبها الرجل من دون أن يغير شيئا في الكهف وكأن لديه وعيا بالمحافظة على مقتنيات الكهف قبل آلاف السنين.

 

يوجد في جزيرة سقطرى 52 كهفا ومغارة منتشرة على امتداد الجبال الموجودة في الجزيرة، أكبرها مغارة «جنيبة شبهن» بمنطقة دكسم السياحية، التي أكتشفت في مايو 2005، حيث يتجمع فيها عدد كبير من أشجار شجرة دم الأخوين الشهيرة وغير الموجودة في سواها، ويبلغ طول كهف "جنيبة" حوالي 7.5 كيلو مترات، ويعتبر الأكثر إبهارا من حيث التكوينات الكلسية والشكل الجمالي للإبداع الرباني ووفرة المياه فيه، ويعد جنيبة ثاني الكهوف المكتشفة بعد الكشف عن كهف حوق أو "هوك" بمنطقة حالة الذي يبلغ طولة 3 كيلو متر.[15]

تعتبر مغارة " دي جب " في "سهل نوجد" من المغارات الأكبر حجماً في الجزيرة، حيث تتسع لعدد من الأسر، كما يمكن للسيارة التي تقل الزوار الوصول إلى جوف المغارة والتحرك بداخله دخولاً وخروجاً دون عناء، وتبعد مغارة دي جب عن مركز حديبو بمسافة (75 كيلو متر).

وتستخدم الكهوف في أوقات الأعاصير الموسمية، حيث ينزح إليها سكان الجزيرة مع مواشيهم من بقر وغنم في فترات سقوط الأمطار الغزيرة والفيضانات والأعاصير.

 

  • الشواطئ :
  • تمتد شواطئ الجزيرة مسافة (300 ميل) ولها خصائص فريدة من حيث كثبان رمالها البيضاء النقية حيث تبدو للزائر كأنها أكوام من محصول القطن ومعظمها مظللة بأشجار النخيل. تطل على مياه البحر الخالي من عوامل التلوث حيث تشاهد أنواع الأسماك تسبح فيها، وجميعها مواقع مثلى للاستجمام والغوص بعد توفر خدمات البنية الأساسية في الجزيرة وتهيئة تلك الشواطئ بالخدمات السياحية، كما تحتوي مياه الشواطئ على أحياء مائية عديدة ونادرة منها السلاحف المتنوعة الأشكال مثل السلاحف الخضراء الكبيرة الحجم. بالإضافة إلى الشعب المرجانية واللؤلؤ الذي اشتهرت به سقطرى منذ العصور التاريخية القديمة.
  • من أبرز الشواطئ الموجودة داخل الجزيرة: ساحل محمية "ديحمري" : التي تأتي في المرتبة الأولى؛ نظرا لما تحتويه من الشعاب المرجانية النادرة على مستوى الجزيرة و على مستوى العالم.
  • وفي المرتبة الثانية يأتي شاطئ "عرهر" ويتميز بكثبانه البيضاء الجميلة والمياه العذبة الجارية إلى البحر من الكهف طول السنة ويزيد جريانه بزيادة نسبة هطول الامطار، كما يستطيع الزائر لمحمية عرهر أن يتمتع بمشاهدة سرطان البحر وصغار السلاحف المائية وهي تركض مسرعة على الشاطئ وكأنها كرات خضراء تضرب الرمال بأذرعها التي تشبه مجاذيف صغيرة، لتحتمي بمياه المحيط من الطيور الجارحة التي تنقض عليها.

 

  • الشلالات :

-        وجد في جزيرة سقطرى عدد من شلالات المياه الغزيرة تنتشر في مواقع مختلفة أهمها شلالات " دنجهن " في حديبو حيث يبعد عن المركز بمسافة (6 كم) فقط، وكذلك شلالات حالة، ومومي، وقعرة وعيهفت ومعظم تلك الشلالات تنبع من أعالي الجبال على مدار العام. وبصورة عامة : إن تنشيط الحركة السياحية إلى جزيرة سقطرى بحاجة إلى توفير خدمات البنية الأساسية في عموم مناطق الجذب السياحي وبالتالي توفير الخدمات السياحية المساعدة في إطار الخطة المتكاملة لحماية مناطق المحميات الطبيعية.

-        يوجد في جزيرة سقطرى ثلاث فنادق فقط وهذا يدل على أن الحكومة لا تستثمرها ولا يوجد مستثمرون يمنيون

 

-        المواصلات والنقل :

وسائل النقل العام في سقطرى تقتصر على عدد قليل من الحافلات الصغيرة، او استئجار سيارة دفع رباعي مع سائق.

ترتبط جزيرة سقطرى بالبر اليمني من خلال السفن التي تنطلق من ميناء يقع جنوب حديبو بخمسة كيلومترات ويصل لمدينة المكلا على سواحل اليمن. وبناء على المعلومات الواردة فإن الرحلة تستغرق من 2 إلى 3 أيام وتكون غالبا لنقل البضائع، وتتوقف الملاحة البحرية الى سقطرى، لأربعة أشهر على الأقل، كل عام. وذلك بسبب موسم هبوب الرياح.

تُسير الخطوط الجوية اليمنية وطيران السعيدة رحلات متفرقة من مطاري صنعاء وعدن والمكلا لمطار سقطرى.

 

-        التقسيم الإداري :

تتبع جزيرة سقطرى المحافظة التي تحمل أسمها وهي محافظة أرخبيل سقطرى، وتقسم المحافظة إلى مديريتين وهي مديرية حديبو ومركزها حديبو، ومديرية قلنسية وعبد الكوري ومركزها قلنسية.

 

-        الجزر :

يضم الأرخبيل جزر عبد الكوري وسمحة ودرسة.

 

-        اللهجات :

-        يتحدث السكان الأصليين في أرخبيل سقطرى، شاملة جزيرة عبد الكوري، وسمحة، باللغة السقطرية، وهي واحدة من اللغات العربية الجنوبية الحديثة.

-        متحدثي السقطرية متواجدون في سقطرى، والأراضي اليمنية، وعُمان، والإمارات العربية المتحدة، ودول عربية أخرى. وتعتبر اللغة عبر التاريخ منعزلة عن الأراضي العربية. وتنطق العربية أيضا في سقطرى على شكل لهجة

-         

 

 

 

متعلقات