" المستقبل أونلاين" يرصد تحضيرات اليمنيين لعيد الفطر(تقرير خاص)
المستقبل أونلاين- وئام عبدالملك

على الرغم من الحرب التي اغتالت الفرحة لدى الناس، وتسببت بنزوح آلاف المدنيين، وتجويع الملايين، تكتظ الشوارع في مختلف المدن اليمينية بالزحام، استعدادا لاستقبال عيد الفطر المبارك.
ما إن تشاهد الأسواق، تظن أن المدن قد تعافت من جراحاتها، بعد أن أخفت الوجوه التي تبدو منشغلة بالتحضير للعيد، آثار الدمار، وطغت ضحكاتهم على أصوات آلات الموت.

* النزوح إلى الفرح
تقول أم عبدالله الشرعبي، جعلتنا الحرب نعاني كثيرا، واضطرتنا للنزوح من منطقة حوض الأشرف في تعز، إلى منطقة التحرير، كونها آمنة بعض الشيء، وعشنا أياما قاسية وما نزال كذلك، لكن ومنذ ثلاثة أشهر، حاول جاهدة توفير بعض المال، لأشتري الملابس الجديدة لأطفالي، مستدركة بالقول، لن يكون بإمكاننا شراء الحلوى، لكن يكفي أن نرى أطفالنا مبتهجين، في يوم العيد.
وتضيف ل" المستقبل أونلاين"، قررنا أن نعود إلى قريتنا في منطقة شرعب بتعز وسط اليمن، بحثا عن السعادة، فربما لقاءنا مع الأهل هناك سيجعلنا ننسى الكثير من أوجاعنا.
وأشارت في معرض حديثها، إلى أن الكثير من الأسر، بسبب الأوضاع المادية المتدهورة، لم يتمكنوا من التحضير للعيد، لأنهم بالكاد يتمكنوا من الحصول على القوت الضروري.

*إقبال منخفض على السلع
أحد باعة الملابس المتجولين في شارع جمال وسط مدينة تعز، ويدعى منصور غالب أكد ما تحدثت عنه أم عبدالله، وقال، منذ بداية الحرب أغلقت العشرات من المحلات التجارية أبوابها، بسبب النزوح، والفقر، والقصف، وعدم وجود الطلب على السلع وتحديدا الكمالية منها.
لافتا في تصريحه ل"المستقبل أونلاين" إلى أنهم كباعة، عملوا على توفير بعض البضائع الرخيصة، ليتمكن المواطن من شرائها.
وتابع" شراء الكماليات كالملابس وحلوى العيد، كان بشكل بسيط جدا".
الجدير بالذكر أن العديد من تقارير المنظمات الدولية، تتحدث عن حاجة أكثر من 80% من سكان اليمن، إلى مساعدات عاجلة، جراء تفاقم الأوضاع في البلاد، بسبب الحرب التي اندلعت منذ أكثر من عام.
* صناعة السعادة
في تعز المدينة التي نالت النصيب الأكبر من قصف مليشيا الحوثي وصالح، يتذكر الصحافي صلاح عفيف العيد الماضي الذي كان بنهكة الموت، والمليشيا كانت ما تزال تتمركز في قلعة القاهرة، وأجزاء واسعة من المدينة، فكانت الأسواق شبه خالية نتيجة لاشتداد القصف.
ويواصل حديثه ل"المستقبل أونلاين" قائلا، هذا العام نرى ملامح الحياة والبهجة بقدوم العيد، فالشوراع والأسواق تكتظ بالمدنيين، ونجد الكبار كذلك مبتهجين بقدوم العيد كالأطفال.
وفسر"عفيف" ذلك أن سببه غياب الفرحة عن حياتهم منذ أكثر من عام، فكان العيد مناسبة جعلتهم يتناسوا حزنهم، و أرادوا صناعة الفرحة بأنفسهم.
وأضاف:" بالنسبة لي هذا العيد مختلف، لأن المدينة تنعم بنوع ما من التحرر، حتى ولو كانت المساحة المحررة ضيقة، ولكنها أفضل مقارنة بالعيد في العام الماضي".

* تحدي الواقع المرير 
وبالنسبة للصحافي والناشط الإعلامي محمد القيري فروى أن تحضيرات المدنيين للعيد في محافظة إب وسط اليمن، هي أقل بكثير، مقارنة بأعوام ما قبل الحرب.
والسبب كما قال ل" المستقبل أونلاين" يعود إلى الوضع الأمني الصعب الذي تعيشه المدينة في ظل سيطرة المليشيا عليها، والحالة الاقتصادية الصعبة التي وصلت البلاد لها.
واستطرد:" لكن الناس يحاولوا تحدي الواقع المرير قدر الإمكان وبحذر شديد؛
فالعيد في إب في ظل الميليشيا، أصبح مصدر خوف بدلاً من أن يكون مصدرا للفرح والسعادة".
وأردف" القيري":" الناس متخوفون من الخروج للأماكن العامة والمتنزهات، التي حولتها الميليشيا لمتارس ومعتقلات، فمنتجع جبل ربي وسط المدينة تحول لموقع عسكري، ومثله منتزه مشورة غرب، ومتتج بن لادن ما يزال معتقلاً ومخازن للأسلحة".
والأودية المحيطة بالمدينة، تتخللها النقاط الأمنية، وتجمعات عناصر الميليشيا، وكل ذلك يفسد على الناس فرحتهم، وتجعلهم يفضلون البقاء في المنازل، أو العودة لقراهم بدلاً من الخروج، الذي أصبح مغامرة خطيرة قد تودي بحياتهم، إن لم تودي بحريتهم أو يتم اختطافهم.حد قوله.

*كالمحتفي بالجرح
من بين روائح البارود ومشاهد الدماء القانية، يستقبل اليمنيون عيد الفطر هذا العام، هذا ما قاله سكرتير صحيفة" أخبار اليوم" وليد عبدالواسع.
وأضاف ل"المستقبل أونلاين" رغم الأوجاع الكثيرة، التي أنهكت أرواحنا، تبقى بهجة العيد واحدة من المناسبات الدينية، والأفراح، التي لن يستطع المتصارعون، وعلى رأسهم  الانقلابيون، سرقتها أو مصادرتها عنا، مستدركا:"سنحتفي، ولكن كالمحتفي بالجرح".
" عبدالواسع" يضيف بوجع كبير:" أتأهب للعيد وتكاد الغصة تخنقني، على حال أسر معوزة، يعصف بها الفقر  والجوع، وأوضاع يرثى لها".
واختتم حديثه بأن تمنى من كل ميسور أن يراعي ظروف مثل تلك الأسر، وأن يتجنبوا الظهور أمامها بما يجرح مشاعرها.

 

 

متعلقات