كيف استطاع القطاع الخاص الصمود خلال عامين من الحرب.. مجموعة هائل سعيد أنموذجاً!
المستقبل أونلاين-( وحدة التقارير – متولي محمود - وضاح اليمن )

نتيجة بحث الصور عن مصنع الوطنية للإسمنت

 

 

عامان وأكثر  من الحرب في اليمن أنهكت اقتصادها المتهالك أصلا، وهوت بها إلى المرتبة 170 عالميًا ضمن الاقتصاديات التي دمرها الصراع والعنف.

بالتأكيد لم يكن اليمن قبل الحرب باقتصاد متعافٍ، فالبلد مصنف ضمن الدول الفاشلة الموبوءة بالفساد الإداري؛ لكن احتياطه من النقد الأجنبي والودائع الخارجية في البنك المركزي منعت انهيار تام للعملة المحلية.

 

عامان وأكثر كانا كفيلين بانهيار العملة الوطنية وتداع القطاع الخاص وما رافق ذلك من تسريح العمالة وتخفيض رواتب العاملين، كان العامل الأساسي في اتساع رقعه المحتاجين للمساعدات العاجلة، حسب مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي اليمني.

ففي دراسة مسحية سابقة  للمركز قالت أن 75% من سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات عاجلة و50% من المساعدات لم تذهب للمستهدفين.

ويرى "محللون ماليون" أن الذي تبقى من الاقتصاد اليمني هو تحويلات المغتربين ومن تبقى من شركات القطاع الخاص التي استطاعت الصمود في وجه المعوقات التي خلفتها الحرب، في الوقت الذي انهار فيه كل شيء.

 

وأضافوا أن المشاريع الصغيرة تهاوت مع بداية الحرب، ولم يستطع البقاء سوى البيوت التجارية الكبيرة التي لديها الخبرة القدرة الكافية لامتصاص الصدمات من هذا النوع.

 

مجموعة هائل سعيد أنعم التجارية نموذج مشرق للعطاء الإنساني :

نتيجة بحث الصور عن مجموعة هائل سعيد أنعم

 

تعتبر المجموعة إحدى دعائم القطاع الخاص والاقتصاد اليمني أحد أهم البيوت التجارية اليمنية العريقة والتي تمتد جذورها لما يقارب المئة عام ، والتي استمرت في تشغيل شركاتها في أنحاء الجمهورية، رغم الحرب الطاحنة واستطاعت المحافظة على عمالتها وكادرها الوظيفي في حين تهاوت كثير من البيوت التجارية والشركات والتي أوقفت  أنشطتها في الداخل وسرحت عمالتها ومنها من نقل أنشطته التجارية إلى الخارج .

ويرى اقتصاديون أن سبب تماسك مجموعة هائل التجارية يكمن خلف اقتصادها الراسخ، خلافا على الشركات ذات الاقتصاد الهش التي توقفت عن العمل وسرحت موظفيها حيث تقدر العمالة في شركات المجموعة داخل اليمن ما يزيد على 20 ألف عامل وموظف .

وتمتلك  المجموعة التجارية لرجل الخير الراحل الحاج هائل سعيد أنعم وشركاه ما يقارب 100 شركة صناعية وتجارية موزعة على آسيا، أفريقيا وأوروبا، فيما يمثل اقتصادها في اليمن ما نسبته 35% من اقتصاد البلد، حسب دراسة سابقة.

واستمرت  شركات المجموعة استمرت طوال الفترة الماضية في العمل، مقدمة كافة خدماتها لموظفيها في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، ومحافظة على حصتها السوقية، رغم المنغصات والعوائق التي واجهتها ، بعيدا عن سياسة الاستغلال .

ولم يقتصر دور مجموعة هائل سعيد أنعم على الحفاظ على عمالتها وموظفيها فقط بل بقى دورها المجتمعي حاضرا في الكثير من المساعدات الاغاثية والمجتمعية التي خففت من معاناة  الناس سواء من خلال اسهامها في دعم القوافل الإغاثية أو والإنسانية كتوزيع السلل الغذائية أو الإسهام في دعم المستشفيات العاملة في مجال الكلى والسرطان في كثير من مناطق الصراع التي تشهدها اليمن وإن كان بشكل غير معلن لتجنب المزايدات السياسية والمكايدات التي تظل العائق الحقيقي أمام وصول المساعدات لمستحقيها .

 

صمود القطاع الخاص صنع الفارق وخفف من معاناة الناس

 

المحلل الاقتصادي الأستاذ مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات الاقتصادية والاعلام فقد تحدث لـ "لمستقبل أونلاين " أثبت القطاع الخاص خلال هذه الأزمة التي تمر بها اليمن أنه حائط صد أو أنه شريان حياة أسهم في تخفيف المعاناة الانسانية من عدة نواحي اولا اسهامه في الحملات الاغاثية والانسانية حيث يعود الفضل للقطاع الخاص في تبني توزيع الكثير من الحملات والمساعدات الانسانية ودعم المستشفيات لا سيما مستشفيات الكلى وغيرها ودعم الحملات الاجتماعية البيئية سواء كانت حملات رفع القمامة أو تقديم مسعدات عينية كتوزيع القمح والغذاء وهناك تشكيلات للقطاع الخاص اعتبرت نموذج سواء كانت أيام الحرب في عدن  مثل ائتلاف الاغاثة الانسانية أو بعض الدعم الذي تلقته منظمات المجتمع المدني في تعز وكذلك تبني رجال الأعمال المساهمات في الحديدة ، فالحقيقة أن القطاع الخاص أسهم إسهاما كبيرا في تخفيف المعاناة الانسانية ناهيك عن القطاع الخاص خارج اليمن الذي بقى يمد اليمن بالعملة الصعبة "،  الى جانب الدور الخارجي في المساعدات الانسانية وبالتالي فقد لعب القطاع الخاص دورا انسانيا و انا أتحدث هنا عن القطاع الخاص التقليدي الذي والذي يحمل مسئولية انسانية و اجتماعية وهو قطاع خاص حقيقي وهناك قطاع خاص بكل تأكيد استفاد من الأزمة وحاول أن يبتز الناس وهو القطاع الخاص المرتبط بذوي النفوذ وهو قطاع خاص طفيلي استفاد من الأزمة وهو يعتبر تشويه لدور القطاع الخاص الحقيقي .

 

وأضاف نصر " مجموعة هائل سعيد أنعم استطاعت التكيف مع هذا الوضع واستطاعت أن تكيف أنشطتها وتتوسع في أنشطة بديلة عن الأنشطة التي تراجعت أثناء الحرب وهذا يحسب للمجموعة في قدرتها على الاحتفاظ بالعمالة التي خسرت عليها كثيرا في مجال تدريبها وتأهيلها  " .

أما الخبير الاقتصادي " د . محمد الجماعي" قال "القطاع الخاص هو ثاني أكبر قطاع اقتصادي تضرر من هذه الحرب، إلى الحد الذي يمكن القول معه إنه فقط لم ينهار".

وأضاف "د. الجماعي" لـ "المستقبل أونلاين": لولا صمود بعض البيوت التجارية الكبيرة ذات الخبرة في امتصاص الصدمات نوعا ما، لكان أكثر من ثلاثة ملايين يمني في الشارع الان.

 

وتابع: الخسائر التي تكبدها القطاع الخاص يمكن القول أنها هي الضريبة التي دفعها للبقاء على قيد الحياة، ولكن للأسف لا يوجد حتى الآن أي تقارير محلية أو دولية تتحدث عن ذلك نظرا لوجود معظم الإدارات العامة ومقرات المنظمات المحلية والدولية في العاصمة.

واستطرد: ويبقى الحديث منتقصا عند محاولة استيضاح معجزة بقاء بعض الشركات وصمودها باستثناء كونها صامدة على مستوى الضروريات، بينما تلاشت بقية الأنشطة التجارية، أما المنشآت الصغيرة والأصغر فقد اختفت تماما أو كادت.

 

أما الصحفي رياض الأديب رئيس تحرير موقع يمن فويس فقد تحدث لـ" المستقبل أونلاين " مجموعة هائل سعيد أنعم ومنذ انطلاقتها في العقدين قبل الأخيرين من النصف الأول من القرن الماضي شكلت رافد أساسي للاقتصاد الوطني وهذا النجاح ليس بغريب على المجموعة التي كرست كل جهدها لخدمة المجتمع اليمني منذ تأسيسها على ارغم من كل الأضرار الاقتصادية التي لحقت بمنشآتها كتدمير مصانعها في عدن ولحج نتيجة الحرب العبثية التي شهدتها اليمن بسبب الانقلاب وتعرض بعض عمالها للاستهداف و الاصابة والقتل  " .

وأردف الأديب " حرصت المجموعة على التغلب على كل العوائق التي وقفت بطريقها وحرصت على توفير السلع الاستهلاكية في كل المدن اليمنية لتبقى قريبة من المواطن اليمني ، بالإضافة إلى دورها الانساني والإغاثي " >

نتيجة بحث الصور عن مشروع سقيا الماء بيت هائل

 

 

بيئة محفوفة بالمخاطر واستمرارية لأجل الناس

 

(ع. م) أحد العاملين في مجموعة هائل يقول: نحن نعمل في ظروف حرجة والمخاطر محدقة بنا، لكن مكوثنا في البيوت بلا عمل أكثر خطورة. لقد تجشمت الشركة المخاطرة والعمل بهذه الظروف، ونحن نسعى للحفاظ على مصدر رزقنا أيضا.

 

وأضاف لـ"المستقبل أونلاين": كنا كلما اشتد الخطر توقف العمل لفترة قصيرة، حتى إذا خف الخطر عدنا للعمل مجددا ، العمل في هكذا ظروف أهون من البطالة في ظل حرب قضت على كل شيء.

 

وتابع: للإنصاف، ظلت شركتنا تقدم لنا كافة التسهيلات الاجتماعية والطبية كما في السابق، ولم تمنع عنا شيء، وهذا هو الحال في شركات المجموعة. حتى موظفي الشركات المتوقفة عن العمل تم توزيعهم على الشركات الأخرى وإعطاؤهم الفرصة لكسب الزرق.

 

مرحلة ما بعد الحرب ودور مجموعة هائل في التنمية :

كما هو معروف في كثير من البلدان التي شهدت الكثير من الحروب الأهلية المشابهة لليمن كان للقطاع الخاص الواضحة معالمه وتوجهاته الوطنية دورا كبيرا في مرحلة ما بعد الحرب وهو الدور المعول عليه في القطاع الخاص ، وتعتبر مجموعة هائل سعيد أنعم هي أحد أهم ركائز القطاع الخاص الذي يمكن أن يعول عليه اليمنيين في مرحلة ما بعد الحرب في مختلف المجالات لتجربته الوطنية الكبيرة في مختلف مراحل التاريخ اليمني منذ ما قبل منتصف القرن العشرين البدايات الأولى لتأسيس المجموعة .

بالاضافة إلى ما تحظى به مجموعة بيت هائل من ثقة لدى صناع القرار المحلي والدولي من المانحين والتي تمثل ضمانة حقيقة للدفع بمشاريع اقتصادية وحيوية عملاقة بالشراكة مع المجموعة .

وكما اسهمت مجموعة بيت هائل على مدى عقود من عمرها التجاري في بناء المدارس ودعم بناء الكليات في الجامعات الحكومة واسهامها في الكثير من مشاريع القطاع العام .

صورة ذات صلة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

متعلقات