ما اكثر الصحف والمجلات التي تسقط عادة في صحراء التقريرية ورمالها وما أكثر المجلات والصحف التي تذهب الى مهاوي العبث واللاجدوى ..منها ما لايروق لها سوى الأهواء الآنية والمشاريع الصغير ومنها مالايروق لها غير الكسب المادي السريع أو الكسب السياسي الكارثي وربما تلميع المتسلط فلان او النافذ علان .. وما اكثر المرات التي تعاف فيها النفس القراءة والكتابة وتود -وهي الشغوفة- لو تنشق الارض لتبتلعها .. ان القيام بمشاريع الاصدرات الابداعية والثقافية تكاد تكون فاشلة في كل اصقاع وطننا العربي فما اقل الفرص التي تقع فيها - بين يديك- منشورات جادة ومجلات هدفها احترام عقل القارئ والاهتمام بقراءة العقل والمشاعر وما وراء ذلك من الضوء ومن هذه المجلات مجلة "نصوص من خارج النص' التي يرأس تحريرها المبدع احمد الفلاحي وفيصل الدودحي وكوكبة من أهم مثقفي الوطن العربي كهالة عثمان وآمنه الصنهاجي ومحمد الصلوي ومعاذ الاهدل. و حيث انني قد اطلعت على عددين منها فقد وجدت فيها الاستثناء وفيما لو استمرت بهذا الزخم الجاد ستحقق نجاحا غير مسبوق.. ووجدت انها تحمل بوادر نموها منذ العنوان "نصوص خارج اللغة" فقد لمحت من خلالها نزوع هيئة التحرير الى المغايرة والخروج عن كل ماهو مألوف ولن يتأتى ذلك بسوى الاهتمام باللغة التي تميز الانسان عن سواه من الكائنات والتي عبر آفاقها يتحول الانسان الى الفعل الحضاري العميق ..ويمكنني القول انه حين قرأت العددين الصادرين منها لمست انصهار النصوص في التوجه العام للثيمة الكبيرة، وعلى التوازي سواء كانت نثرية ام شعرية وذلك عن طريق الدال والمدلول في اللغة وبالتالي الحفاظ على الذاكرة الجمعية بتمثل ضمان التفاعل الثقافي المنشود والمؤثر ..اما الغرض الاخر فهو معانقة البقاء والسيرورة لان كل نص ينطوي على عوامل نموه ضدا من عوامل التعرية الزمنية ومن الاغراض التي يلمحها القارئ التأسيس لنص جديد متميز يحتفي بمعيارية منسمجمة مع ذاتها.
إن اهم ماتجدر الاشارة الية هو ان المجلة بمجموعها تمثل نصا واحدا بشظايا عديدة ذات ملامح فريدة وجميعها تخوض حوارا مع قضايا جديدة وتستخدم تقانه عالية على المستوى الفني والدلالي..
وتتحدث بالتالي عن توكنولوجيا المعلومات وتغيراتها الجذرية بشكل أو بآخر حيث ان الاهتمام العميق باللغة اكسبها توصيفا لايقل ثورية عن التنظير الذي رافق النصوص خاصة وان مجال تغطيتها شكل الكثير من العناويين العريضة كجمالية النموذج الفني في شعر الحداثة وملف احتفائي عن شريف رزق
*** مقطع من نص ل "اياد الحاج ":
في الصورة الفوتوغرافية
لايظهر أبي بهالة حنانه الفائض
الى جانبي
ولا امي الحبيبة
ولاتظهر أي من أخواتي حولي
ولاحتى أخي القريب،
لاتظهر زوجتي
بابتسامة عينيها اللامعتين
ولاحتى اطفالي الطيبين.
فقط أظهر أنا وحيدا بمفردي
وحيد جدا
في كل صورة عائلية.
*كاتب وناقد يمني