محمد عبدالوكيل للمستقبل اونلاين : انتهاك الأرض والعرض ليس انتصارا
المستقبل اونلاين - صنعاء :

من حجم الرائحة إلى نهايات قمحية مسافات تختصر القرية  ليشكل محمد عبدالوكيل جازم ذاكرتها المنسية ابداعا وحضورا وتحضر المدينة كنهاية قمحية الحضور لحلم الثورة  ، محمد عبد الوكيل جازم الاديب والروائي والشاعر  يحسب له انه اخذ بيد الكثير من الادباء  والمبدعين الشباب  الذين قدمهم للساحة الثقافية بعديد من الوسائل كنشر نصوصهم وعمل الدراسات عنهم او عمل الحوارات معهم  وغيرها  فقد كان وما يزال  الاديب الاقرب الى قلوب المبدعين الشباب  ونحن في المستقبل اونلاين التقيناه وكان لنا معه

هذا الحوار السريع                              

حوار عز الدين العامري

  • سنبدأ بالسؤال التقليدي الذي يفتتح به مثل هذه الحوارات من هو محمد عبدالوكيل؟

في الحقيقة لقد تم توجيه هذا السؤال كثيرا لي وفي كل مرة كنت استطيع التحايل فأجيب ...أما اليوم احس بأنني في مأزق حقا من هو محمد عبدالوكيل كنت اقول دائما انا واحد من الناس ولكن هل حقا انا واحد من الناس؟ ومحمد عبدالوكيل  هل هو واحد من الناس؟ صدقني اخي عز انا بعد كل هذه السنوات لا ادري من هو محمد عبدالوكيل ولكي امضي في الحديث معك سأقول لك أنا كائن ريفي ربما عانيت كثيرا من هذه الاشكالية التي يسمونها مدينة مع أنها غير ذلك على الرغم من قدرتهم على إلواء عنق التاريخ إلا أن الأمر لن يستمر كثيرا .. في يوم ما سيكون الريف ريف والمدينة مدينة.

 

  • ابتداء من حجم الرائحة المجموعة القصصية ومرورا بنهايات قمحية الرواية والبرد المجموعة القصصية وانتهاء بالمجموعة الشعرية التي اصدرتها في المغرب بمدينة فاس بماذا خرجت أو ماذا استفدت من الإبداع وبماذا أفدته؟

أتذكر بأنني حين نشرت رواية "نهايات قمحية".. أتذكر بأنني التقيت بقارئ قال لي لقد فعلت روايتك بنا الافاعيل فدائما نتحلق انا وزوجتي وأولادي ونظل نقرأ عباراتها فأحيانا نبكي وأحيانا نضحك لا أدري هل افدت اسرة واحدة ومنحتها لحظات تأمل ام ان ذلك لم يحدث.. هل فعلت ذلك بطيب خاطر ام انني لم اكن ادري ما فعلت لقد مرت سنوات طويلة والحياة ازدادت بؤسا ونحن ازددنا عنادا والحق انني لا أؤمن بفائدة الكتابة لان فائدة الشيء كامنة فيه ووظيفة الكتابة تكمن في هدم الفائدة فما تضنه أنت فائدة يضنه غيرك لا فائدة بل لا شيء على الاطلاق.

  • لديك الآن مشروع رواية جديدة بعد روايتك نهايات قمحية التي حصدت جائزة السعيد أين وصلت في هذه الرواية ولماذا الرواية؟

كل رواية هي عبارة عن حلم نحلمه ثم نريد تطبيقه على الورق ..الكتابة في بلادنا عمل شاق يحتاج الى الكثير من الجهد ومن أين لنا جهد اضافي ونحن بين الحياة والموت كل يوم ننتظر شيئا لا يأتي ولن يأتي ..لا ندري ما الذي تخبئه لنا الفواجع.. فثمة شيء قاتل دائما وراء الأكمة ..إن واقع الكتابة اليوم مربك للغاية  والرواية بنت السكينة والاطمئنان وحقا كنت اريد كتابة رواية فلم اتمكن من ذلك لأنها بدأت تتحكم في ايقاع حياتي ..الرواية عمل كبير يشبه العاصفة وانا لا امتلك عضلات قويه لأدفع جنون عاصفة مجنونه

 

  • في زمن الحرب والقتل والاقتتال ما الدور المناط بالمثقف الذي عليه أن يقوم به؟

لم يحصل المثقف على زاوية يقف عليها ليقول شيئا فهو دائما مهدور الحقوق وتابع للسياسي لان السياسي يمتلك القوة والمال اما المثقف فانه لا يمتلك شيء سوى الضمير وفي كل المراحل والتحولات كان السياسي يوغل في اضطهاد حرية المثقف والنتيجة ما وصلنا إليه اليوم ..انفراد السياسي بالقوة جعله غاضبا على كل شيء خاصة وان السياسة في بلداننا ارتبطت بالجهل والتجهيل القصدي من ناحية اخرى ..فإذ لاحظنا مسيرة الدول النامية منذ الخمسينيات والحرب الباردة لوجدنا أن مشروع هذه الدول التسليح بينما كان مشروع اليابان مثلا هو التثقيف والفرق أن دول عالمنا العربي بنت ترسانة من الأسلحة أهدرناها بعد الربيع العربي بينما اليابان كونت جيش من الصناعيين والعلماء والمتعلمين فانظر الى اين قادهم التثقيف والى اين قادنا التسييس.

 

  • للقرية حضورها في الكثير من قصصك بماذا تفسر هذا؟

انا ولدت في القرية وعشت فيها طفولتي ولعلك تعرف ان شخصية أي انسان تحددها طفولته فالطفولة نقطة انطلاق مهمة في حياة الكائن الحي وقد تجد من يتنكر لطفولته وقرويته فتجده متذبذبا مشطورا بين ان يكون او لا يكون.. بل وقد تجد من يزايد عليك بانه مدني وانت ريفي وهو في الحقيقة لامدني ولاريفي وانما مجرد مسخ خبيث . ان القرية هي لغتي وسحنتي وشرنقتي التي اعود اليها كلما اشتقتها .

 

  • حضرت رسالتك للماجستير في المغرب اين يكمن التشابه واين الافتراق بين المشهدين اليمني والمغربي؟

اليمن والمغرب دولتين عربيتين اسلاميتين وبالتالي فليس ثمة نقاط افتراق لان نقاط الالتقاء اكثر ومعظم الذين كنا نلتقيهم يعتزون بجذورهم اليمنية ويهتم المغاربة بالتعليم بدرجة أساسية ولديهم ولع بالعروبة وتاريخها العريق ولعل محاذاتهم لأوروبا جعلهم اكثر طموحا واكثر تطلعا للصناعات والسياسات والنظريات والمناهج الاوروبية.. انهم شعب يعمل بصمت رغم قلة الموارد الطبيعية مقارنة بمعظم البلدان العربية فالمغرب مثلا ليست بلدا نفطيا ولا تمتلك الغاز الطبيعي ومع ذلك تجد الاشياء كلها في متناول الناس واهم ماي لفت انتباهي شغفهم الكبير بالفلسفة والعلوم الانسانية والمعرفية وتقديرهم للمنيين.

 

  • كلمة اخير عبر موقع المستقبل اونلاين ؟

للذين يتقاتلون بضراوة   السباع على وطن فقير اتقوا الله في شعبكم الحزين في كل بيت ارملة ويتامى ومذبوحين من الوريد الى الوريد ليست الرجولة بسط النفوذ الكاذب على ابناء جلدتكم ولا بانتهاك الاعراض وتجويع الضعفاء ان ذلك لا يعني سوى الضعف لان الحياة اجمل مما تصوره لنا وساوسكم العمياء لا يسمى انتهاك الارض والعرض انتصارا وانما تواريا خلف الحقد ولغة الانتقام .

متعلقات