تنبأ علماء في السنوات الأخيرة بأن المجال المغناطيسي للأرض يمكن أن يستعد "للانقلاب" عما قريب، وهو التحول الذي يصبح فيه القطب الجنوبي المغناطيسي شمالا مغناطيسيا.
ويمكن أن يكون لهذا الحدث تأثيرات كارثية، تعيث فسادا بالشبكة الكهربائية وتعرض الحياة على سطح الأرض لكميات أكبر من الإشعاع الشمسي.
وفي حين كان يُعتقد سابقا أن هذه الانعكاسات تحدث على فترات زمنية تصل لمئات الآلاف من السنين، تشير دراسة جديدة إلى أن ذلك يمكن أن يحدث في غضون بضعة قرون.
ويقدر العلماء أن القطبين المغناطيسيين الشمالي والجنوبي في الأرض، ينقلبان كل 200 إلى 300 ألف سنة.
ولكن، مضى ما يقرب من 780 ألف عام على آخر حدث من هذا النوع، ما جعل الكثيرين يشكون في حدوث الانقلاب مجددا.
وقال البروفيسور روبرتس من كلية أبحاث علوم الأرض ANU: "يوفر المجال المغناطيسي للأرض، والذي كان موجودا منذ ما لا يقل عن 3.45 مليار سنة، درعا حامية من التأثير المباشر للإشعاع الشمسي.
وحتى مع وجود الحقل المغناطيسي القوي للأرض، ما نزال عرضة للعواصف الشمسية التي يمكن أن تضر بمجتمعاتنا المعتمدة على الكهرباء".
وفي الدراسة الجديدة، قام باحثو الجامعة الوطنية الأسترالية، بتحليل الرقم القياسي البالومغناطيسي من 107 إلى 91 ألف سنة ماضية، من خلال تحليل الصواعد في كهف جنوبي غرب الصين.
وأجرى فريق البحث تحليلا مغناطيسيا وتأريخا إشعاعيا على عينة طولها متر، للكشف عن سلوك المجال المغناطيسي القديم.
ووجدت الدراسة أن المجال المغناطيسي شهد تحولا سريعا على مدى حوالي قرنين. وأوضح الباحثون أن الضرر الذي يلحق بشبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات الناجم عن مثل هذا الانعكاس، قد يتسبب في خسارة مليارات الدولارات.
ويأمل البروفيسور روبرتس في "أن يكون هذا الحدث بعيدا جدا بحيث يمكننا تطوير تكنولوجيا مستقبلية لتفادي الأضرار الكبيرة".