■ وحدها القصائد تضررت من الحرب بشكلٍ مفجع، ودخلت العناية المركزة باكرا.
■ ربما كانت الحضارة اليمنية القديمة ، مجرد وهم وكذبة صغيرة ، صنع منها ، اليمنيون أساطير عظيمة،
الأمر قد يشبه تماماً ، ثورة ، 11 فبراير ، التي لم تكن سوى احتقان شعبي غبي ، أسقط طاغية ليحتفل بصعود مائة آخرين.
■ الثورة الدستورية 1948م والتي تخلصت من الإمام يحي .. لماذا لم يتم الاحتفال بها وعمل عيد وطني لها ..
■ وأنا لا أحد
خشب مكسور لصارية العلم الوطني
قبعة لقاتل حديث العهد بالإسلام
غباء فاحش لثائر مصاب بأنفلونزا الأنا
حنين سابق لعاشقة متزوجة
ضيف ثقيل على ذاته المسكونة بالأشباح
وردة ذابلة في ذاكرة المتعبين
قلب مفتوح بقصيدة شعر ماجنة
إبرة مفقودة من قميص الوطنية المثقوب بالحمقى والمناضلين
صباح شارد عن قطيع الصباحات القديمة
نسيان مضاد للحمى والسعال
وخيبة مملوكة بشكل كاملٍ للشياطين.
■ وهناك أيضاً
كان قلبي ضيقاً كشهادة الموتى على أحلامهم
كان يمشي واقفاً كمدينةٍ منذورة بالموت
يطل من بلد الخرافة صوب رأسي
وينحني حتى يظللني من الماضي
كان يحمل فوق ظهر الريح أغنية لماضيه الذي يأتيه من أبواب لسعتنا
ويرتاد المقاهي والأغاني كلها كسيدةٍ يباغتها المشيب في رقصتها العشرين.
■ وحين تهاجر الأمكنة لا تتبقى سوى أرواحنا التي كانت ذات مقيلٍ ترفرف هناك كطيور مهاجرة على علو منخفض من البحر.
آخر الأماكن المهاجرة كان مكاننا الذي ضمنا رفقة العديد من الطيبين طيلة عام ونيفٍ من الحرب.
الآن لم يعد لنا مكاناً نأوي إليه، وهٰا نحن في العراء نبحث عن مكانٍ آخر لا يستطيع السفر، ونسأل أنفسنا كل يوم.. هل لنا بمقيلٍ آخر يحتمل ضلالنا وغيينا وينسينا مكاننا المهاجر.
يفقد الناس أصدقائهم وأحبابهم حين يرحلون أو يهاجرون أما نحن - ثلة الأشقياء والمطنشين - فقد فقدنا مكاننا وتناثرنا هنا وهناك نبحث في المدينة المتسعة لكل شيءٍ إلا نحن، عن أنفسنا، التي هاجرت مع المكان وأبقتنا هنا فرائساً للضجر والحزن والذكرى.
هل هاجرت أماكنكم من قبل، وهل جربتم هجرة الأمكنة، ربما حدث هذا في زمنٍ ما، لكن ليس بهذه القسوة التي هاجر فيها مكاننا الذي وقانا همجية الحرب ووساخة المتحاربين.
قبل عامين صديقي عيبان ياسين عيبانوف أخذ معه كل شيءٍ وغادر إلى المجهول، هرباً من بلدٍ لم يعد فيها بلد، أما نحن، فما زلنا هنا، نٙحِنُّ إلى شيءٍ لم يكن لنا، ونبحث في وجوه بعضنا عن نسيانٍ لائقٍ لا يذكّرنا بالذاهبين إلى الفراغ، ولا يستعطف من الماكثين مع الموت، لحظةً أخرى لا نستطيع الحفاظ على ديمومتها معنا، أو خيبةٍ أخرى نُربيٙها في أعيننا التي أدمٙنت البكاء حين يقسو عليها الرحيل.