في زمن الحرب صار شراء الفاكهة شيء من الترف، واستراق النظر إليها في الأسواق اضعف الايمان.
قايضت الطفلة اباها عبدالباري هاشم بفاكهة الديمان من الشجرة التي بجوار منزلهم او شراء التفاح او الليمون من السوق؛ فكانت شجرة الديمان هي الاقرب سبيلا لأب فقد مصدر رزقه وجارت عليه ظروف الحرب حتى انهكت كاهله .
والاسوأ من ذلك وجوده وأسرته في حي الصفا بكلابة تترصد تحركاتهم فوهة بندقية قناص تتضور جوعا وتتنتظر فرصة الحصاد والقطاف كقربان لسيد الكهف المدجن في جبال مران.
ما ان أمسكت يدا عبدالباري هاشم جذع الشجرة ليبدأ خطوات صعوده الاولى بإتجاه الأعلى حتى باغتته على حين غرة رصاصة غادرة لتصادر احلام صغيرته بحبات الديمان.
وتصادر حقه في الحياة لأجل صغاره.
هكذا يكتب الموت كل يوم قصص ضحاياه على أيدي جماعة شعارها الموت فقط.
وهكذا هي #تعز فصولا من رواية الوجع اليومي.