لطالما كان البحر عالم من الأسرار والعجائب التي تبهر الإنسان وتفتح أمام علماء الأحياء البحرية أفاق جديدة لبحوثاتهم، واكتشافاتهم، وها هو البحر الأسود يذهلنا بأحد مخلوقاته و كائناته التي لم يكن البشر ليتخيل وجودها أنها السمكة التي أطلق عليها العلماء سمكة عفريت البحر الأسود.
ماذا لو اقتربنا منها أكثر لنعرف أين تعيش وكيف تعيش، ماهي ملامحها وكيف تحصل على غذائها؟
سمكة عفريت البحر الأسود لها جسم عارٍ عريض قصير، لون ظهرها بني، أما بطنها فأبيض، وهي تستطيع تغيير لونها بسرعة وفقاً لدرجة الإضاءة وطبيعة الوسط المحيط و ينتشر هذا النوع في مناطق مختلفة من المحيطات والبحار ومنها البحرين المتوسط والأسود، تتكاثر شتاءاً في أعماق تصل إلى 1000ـ 2000 متر، وتقدر خصوبتها الفردية و ما تضعه الأنثى الواحدة سنوياً بحوالي 1.3 ـ 3 مليون بيضة.
تعيش في قعر البحر الأسود وهي من أخطر أنواع أسماك فصيلة العرفيات، و تعتبر من أكثر الكائنات الحية رعباً وقبحاً، ويشكّل حجم رأسها ثلثي جسمها، وتمتلك فماً مطرزاً بأسنان حادة قادرة على تقطيع جميع الكائنات الحية التي يستوعبها جوف فمها، ويعتبر قعر البحر الأسود من أكثر الأماكن التي تصل فيها نسب غاز "كبريتيد الهيدروجين" إلى نسب عالية جداً، ويستحيل معها قدرة أي كائن حي على العيش والتنفس، سمكة عفريت البحر الأسود تعيش محاطة بواحد من أخطر أنواع الغازات القابلة للاشتعال، فضلاً عن رائحته المؤذية والقاتلة، لجميع الكائنات الحية.
تحمل في ظهرها مجموعة من الأشواك الثلاثية الظهرية، التي تحميها في عملية الصيد وإبعاد المخاطر عنها، والتي يصل طول الواحدة منها لمترين.
وحسب قناة "البرية الجنوبية" تمتلك فما واسعا مدجج بالأسنان الحادة الكبيرة جدا وعيون مخيفة، ويمكن أن يصل حجمها إلى أحجام كبيرة، وأضخمها يمكن أن يصل إلى 2 متر، وعند قيام السمكة بالصيد تضع نفسها كطعم، حيث تحول الأشواك إلى أشياء تشبه إلى حد كبير الخيوط التي تجذب الأسماك الأخرى، ولا تترك أي فرصة للضحية للهروب وذلك بسبب فمها الكبير والأسنان الحادة.
وهناك بعض الأساطير التي تفيد بأن هذا النوع من السمك هاجم البشر، ويمكنه في أي وقت أن يهاجم الغواصين، ولكن تبقى هذه أساطير ولا يوجد أي دليل على ذلك.