فوق أشلاء مَوطِن
فيصل البريهي
أفاقتْ وأعضائُها مُنهَكَهْ
ونامتْ على العيشةِ المُضنِكهْ
وخاضتْ حروباً ولم تدْرِ مَن
سيخسرُ أو يربحُ المعرَكهْ
وما مارستْ فن تكتيكِها
وفنُّ الحروبِ هي التكتكَهْ
فألقتْ على الحربِ أوزارَها
وألقتْ بها الحربُ في التهلُكَهْ
ولم تدرِ أنَّ الزمانَ الذي
أتاها بما لم تكُنْ مُدرِكَهْ
سيمضي ويأتي على عهدهِ
مراراً بأسرارهِ المُحبكَهْ
وفي كلِّ يومٍ ترى غيرَ ما
رأتْ في سُواهُ مِن الفَبْرَكَهْ
كمثلِ المُسلسلِ يمضي المدى
بمضمونِ ما فيهِ مِن دربكَهْ
** *** **
ولكنَّها ثورةُ العصرِ لم
تقِفْ عند أحداثِهِ المُربِكَهْ
فقد حاولتْ ثَنْيَ سَيرِ الزمانِ
وتقلِيمَ أظفارهِ المُفتِكَهْ
فلم تُثنِهِ بل ولا غيَّرتْ
سلوكَ الزمانِ ولا مسلَكَهْ
وقد قدَّمت كلَّ تلك الورودِ
لمن لدمِ الشعبِ قد أسفَكهْ
** *** **
ومَن حَطَّ لغماً بنا ناسفاً
فأقوى مِن اللغمِ مَن فكَّكَهْ
سَلَكْنا سلوكَ الشياطينِ إنْ
عَبَرْنا فضاءً رمى نيزكَهْ
وصرنا كفعلٍ بلا فاعلٍ
وقد سَكَّنَ الفعلَ مَن حرَّكَهْ
ألِفنا جميعاً حياةَ الهوانِ
وفينا الهوى قد قضى منسِكَهْ
ومنّا الذليلُ ومنّا الأذلُّ
ومَن هَمَّ بالعِرْضِ أن يهتكَهْ
** *** **
وفي موطنٍ فوق أشلائِهِ
نعيشُ بأفعالِنا المُهلِكَهْ
نُمَمْلِكُ جُمْهورِيَاتٍ وكم
ظلَلْنا نُجَمهِرُ من مملكَهْ
نُؤَلِّهُ أصنامَهُ مَن لهم
بأعناقنا قبضةٌ مُمسِكَهَ
ونهتفُ :«يحيا اللصوصُ الكبارُ»
ومَن كدَّس المالَ أو بنَّكَهْ
أبادوا حياة الشعوبِ التي
لهم أخنتِ الرأسِ مُستبركَهْ
تُجيدُ النفاقَ وأحرى بها
وأجدى ممارسة الصعلكَهْ
فجاءَ ربيعُ الأسى مُبدياً
لنا كلَّ مُبكيةٍ مُضحِكَهْ
فهذا زمانُ الجياعِ الذي
تمخَّضَ عن ثورةِ «الفسبَكَهْ»
** *** **
زمانٌ كوجهِ الدُّجى حالكٌ
ووجهُ الضحى فيهِ ما أحْلَكَهْ
وما نحنُ فيهِ سُوى أُمَّةٍ
على كلِّ هاويةٍ مُوشِكَهْ
تعيشُ معَ الضوءِ في حالةٍ
مِن الهَرْجِ والمَرْجِ والشَكْشَكَهْ
كأعظمِ مُنتِجةٍ للكلامِ
وفي ما عداهُ فمُستَهلِكَهْ
ترى الخيرَ في وجهِها كنبيٍّ
يُضاجعُ زانيةً مُشرِكَهْ
** *** **
ستبقى على طبعِها رغم ما
بهِ مِن عيوبٍ...ولنْ تتركَهْ
تذمُّ العمالاتِ في حينِ تبدو
بِحَبلِ العمالاتِ مستمسِكَهْ
شُعوباً وأنظمةً كلُّنا
نُعادي وندعو إلى الأمركَهْ
-----------------------
الجمعة 3/12/2014م - صنعا