شربت بما يجعل يومى عاديا (صلاح عبد العزيز - مصر )
فضاءات المستقبل
 
فى انشغال الشارع بأعضائى
أجلس هكذا
من يمر يلقى السلام ولا أعلم
كم من الحوادث أرتكبها
لا أفكر فى حياة أخرى
أبحث عن فمى
أبحث عن يدى
عن رجلى
عن عينى
لا أجد غيرى
يسألنى أين أنت
يتكلم دون أن أسمع :
هل أنت هنا أم هناك
الواضح أنى شربت بما يجعل يومى عاديا
وعلى الدوام
سكيرا وغير محتشم
لا
أفكر أن أظل هكذا
تلك يد تركتنى
وأنا احتاجها حتما
وتلك عين نزفت على فستانها ولم ترجع
بورودها المدلاة
ولا بعصير نهديها فى يوم حار
حتى اليوم المطير
لا يوجد مطر مس رجليها ليصلنى
#
2
#
فى تلك الآونة
راودنى حلم
أمواجه
موجة موجة
تتبعنى
كأنما أنا المزروع
فى غيابها
هناك بحر لا يؤوب من رحلته
السابح فيه
آكلَ العشب والدريس
أوراق الشجر واللحاء
يشرب من آبار مسمومة
يغمس الرمل بالتراب
رغيفا شمسيا
يمسك على بطنه الحجر
علىّ فى اللحظة الراهنة
أن أمسك آخر شعاع شمس
أدسه فى جيبى
سيصير افقى
القمر ذو اللون الوردى
فى ظلام الليلة سيمنحنى
قدرة التحول إلى وحش ربما
وإلى ملامسة من أقابلهم ولا يرونى
فى الحصار يموت الأبناء
فى الحصار تموت الدواب
فى الحصار لا ماء لا عشب لا شجر
أغلقت على الزرع سنابله
وتزوجت امرأة جميلة
ولم أحمل هما
بعكس الأمم
جاءت
فأوفيت وأوفيت وأوفيت
ومع ذلك
ما تزال جائعة
ومازلت أرقب الوحش المختبئ
فى منافى الهجرة لشط آخر
عينى تخاصمنى وتطل من يدى
#
3
#
بمرور يوم آخر
لا أجدنى
أبحث فى عينيها
وغالبا لا أرانى
كما لا أرى عينيها
أيتها الجرجونية
لا تعذبينى
انظرى ولو مرة واحدة
أمشى فى طريقى ، أحس بما يحسه الحجر
بل أنا الحجر
تاريخ من الصمت العظيم
التكوين يبدأ من حجر
التكوين ينتهى بحجر
يكفى مرة واحدة
أن تنظرى إلىّ
#
صلاح عبد العزيز
- مصر
متعلقات