واقع مأساوي ذلك الذي يواجهه الصحفيون اليمنيون، في ظل سطوة مليشيات الحوثي وإصرارها على التعتيم على الحقيقة ومصادرة الحريات الإعلامية.
وتواصل مليشيات الحوثي الانقلابية قمع الحريات الإعلامية، وتكميم الأفواه، وفي آخر تحرك لها في هذا الاتجاه جاء اختطاف صحفي في محافظة عمران (تبعد عن شمال صنعاء بمسافة حوالي 50 كليومترا) وإخفاؤه قسرا، ضمن حملة عدائية ممنهجة تستهدف الإعلاميين.
مصادر إعلامية يمنية قالت لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي عادت لاعتقال الصحفي اليمني فهد الأرحبي من منزله في مدينة عمران، وذلك بعد نحو عامين من إطلاق سراحه.
ووفقا للمصادر فإن الأرحبي تعرض للاختطاف الأسبوع الماضي من منزله في عمران من قبل ما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين"، ولا يزال مختطفاً لدى الجهاز الأمني حتى اليوم.
وكانت مليشيات الحوثي اعتقلت الأرحبي في 12 يوليو/تموز 2021 للمرة الأولى على خلفية تصويره اقتحام المليشيات حفل زفاف في محافظة عمران، لكنها أطلقت سراحه على خلفية ضغط الرأي العام قبل أن تعود لاختطافه للمرة الثانية.
وترفض مليشيات الحوثي النقد أو الاعتراض على انتهاكاتها، وتسعى لقمع الأصوات المعارضة.
وتزامن التحرك الحوثي تجاه الصحفي اليمني مع احتفالات البلاد في الـ9 من يونيو/حزيران الجاري بيوم الصحافة في ظل ظروف معقدة تعيشها المهنة في هذا البلد الذي تضربه الحرب الحوثية منذ 9 أعوام.
وقدم الصحفيون اليمنيون طيلة 9 أعوام تضحيات كبيرة عمدت بالدم، والسجن والملاحقة، والتعـذيب والتجويع والتشريد، حيث لا تزال مليشيات الحوثي تعتقل 4 صحفيين آخرين هم؛ وحيد الصوفي، محمد علي الجنيد، محمد الصلاحي، ونبيل السداوي بالإضافة للصحفي المخفي قسرا لدى تنظيم القاعدة بحضرموت محمد قائد المقري.
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين وثقت خلال الربع الأول من العام 2023، 20 حالة انتهاك طالت الحريات الإعلامية، وضعت مليشيات الحوثي في صدارة مرتكبي الانتهاكات ضد الإعلام والإعلاميين.
وبشكل متكرر وجهت نقابة الصحفيين اليمنيين دعواتها للأطراف اليمنية بما فيها مليشيات الحوثي من أجل إطلاق سراح كافة الصحفيين المعتقلين، وجبر ضررهم، وإيقاف مسلسل استهدافهم ورفع القيود المفروضة عليهم، وعدم التحريض ضدهم.
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين وثقت مؤخرا ارتكاب مليشيات الحوثي أكثر من 1450 حالة انتهاكات طالت الصحافة والصحفيين في اليمن، بينها مقتل 51 صحفياً وتعرض أكثر من 350 آخرين للاختطاف والإخفاء القسري.