وضاح اليمن عبدالقادر
من ثورة أحجار الزينة إلى العصر الحجري

أيام فاصلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك ومسيرة الشيطان لم تصفد بعد عن ممارساتها بحق اليمن واليمنيين، ترفع شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل وتقتل اليمنيين هنا وهناك على امتداد الأرض اليمنية.

يهل علينا شهر رمضان المبارك للعام الثاني على التوالي ومسيرة القتل الشيطانية وآلتها العسكرية التي يمارسها الحوثي والمخلوع تحصد أرواحنا هنا وهناك دون مراعاة لأي أعراف أو تقاليد أو أخلاق إسلامية يدعون بها وصلا لم تتوقف معركتهم عند القتل بالرصاصة والدبابة والبندقية بل تسير بالتوازي مع حرب مدمرة دمروا بها الحرث والنسل وكل مقدرات الشعب اليمني وتحويله إلى سوق سوداء مفتوحة.

كانت ثورتهم المزعومة لأجل زيادة طفيفة في أسعار المشتقات النفطية قامت بها حكومة باسندوة حينها دغدغوا عواطف الناس من خلالها بأنهم ضد رفع أي فلس واحد وأن الشعب اليمني غير قادر على تحمل أي أعباء إضافية وظهر حينها زعيمهم الوطواط من كهوف صعدة ناعقا أن اليمن بلد الخير والعطاء وأنه سيقف إلى جانب البسطاء والمسحوقين ليطرح على الشعب حينها مشروعه العبقري بتصدير أحجار الزينة من اليمن إلى دول العالم ليجعل اليمن في مصاف الدول الاقتصادية الكبرى من ثروة الأحجار فقط وهو بالفعل ما تم وأعاد ومليشياته الانقلابية ومعه المخلوع وأنصاره اليمن إلى العصر الحجري حيث يشهد الاقتصاد اليمني اليوم انهيارا كبيرا مع استنزافهم للاحتياطي النقدي بأكثر من ثلاثة مليارات دولار لصالح حربهم وقتل اليمنيين.

سوق سوداء كبيرة تمتد بامتداد الوجع اليمني على اتساع محافظاته التي طالها الغزو الحوفاشي ورائحة الدم اليمني الزكية التي سالت على كل شبر من تراب اليمن في مواجهة المد الصفوي الذي راكمته إيران في كهوف مران لسنوات عديدة ليخرج ظلاما يطغى على كل نافذة ضوء بقيت مفتوحة في قلوب اليمنيين.

سلوا علينا أدوات حقدهم المقيتة واستباحوا ما تبقى من نسيج اجتماعي دمر أوصاله قبلهم المخلوع صالح وراهن عليه اليمنيون ليكون نقطة أمل لإعادة ترميم علاقاتهم وروابطهم الاجتماعية شمالا وجنوبا.

يحتشدون اليوم في السبعين ليتغنوا بالوحدة وهم في الحقيقة يرقصون على دماء ضحايانا في كل أرض وطأتها أقدامهم النجسة ويشربون على جثث الأطفال والحوامل والنساء نخب انتصارهم الموهوم.

يتغنوا بالوحدة ولا تربطهم بها أي علاقة لا من قريب لا من بعيد سوى ثقافة الفيد والسلب والنهب والاستقواء التي جعلت لهم من أرض الجنوب وتعز والمناطق الوسطى سوى اقطاعيات وأرض مستباحة لهم بكل ثرواتها ليعاودن بها قتل اليمنيين على مرأى ومسمع من العالم في امتداد لمشروعهم الصفوي القادم من قم ونظام الملالي وولاية الفقيه.

يتغنون بالوحدة ويرقصون لها في ميدان السبعين وآلة إرهابهم تنفذ مجازرها في أرض الجنوب الحبيب في حضرموت السلام والتعايش وعدن التسامح وتعز الحب.

يأتي رمضان وكل أيادي اليمنيين على امتداد التراب اليمني مرفوعة إلى السماء أن يكون شهرا للانتصار الكبير في معركة يؤمل فيها اليمنيون أن تكون الحاسمة وأملهم في عاصفة الحزم وملك الحزم سلمان أن يقول كلمته الأخيرة وينتصر لهم وهم الذين رفعوا صوره على رؤوسهم وهو الذي يستحق وهم على ثقة بأنه لن يخذلهم.

* نقلا عن الجزيرة السعودية