60 % منها تعرضت لانتهاكات ومضايقات و 19 % أوقفت نشاطها
منظمات المجتمع المدني في اليمن في مرمى استهداف جماعة الحوثي الانقلابية
المستقبل اونلاين - الجزيرة السعودية :

«الجزيرة» - وضاح اليمن:

احتلت جماعة الحوثي الانقلابية المرتبة الأولى في عدد الانتهاكات التي مورست ضد المنظمات التي استهدفها الاستبيان بنسبة 70 % من إجمالي عدد الانتهاكات ، تلتها تنظيم القاعدة بنسبة 13 % ، و توزعت بقية الانتهاكات على جهات مجهولة وأطراف محلية متنفذة حسب الاستبيان الذي قام به مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في أحدث دراسة قام بها حول الانتهاكات التي يتعرض لها المجتمع المدني في اليمن.

وكانت منظمات تعرضت منظمات المجتمع المدني في اليمن لهجمة شرسة من قبل الجماعات الانقلابية صعبت من عملها على الميدان ولم تكن منظمات المجتمع المدني بمعزل عن الانتهاكات التي قامت بها الجماعات الانقلابية كيف لا وهي تمثل واحدة من أهم الأدوات لرصد جرائم الحوثي وانتهاكاتهم التي طالت الجميع بدون استثناء ابتداء من الاستيلاء على مؤسسات الدولة وأسلحة الجيش اليمني تفجير المنازل والمساجد وقمع وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها بعد الاستيلاء على القنوات الرسمية الحكومية وتجيرها لصالحها وصولا إلى عرقلة عمل المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني ومطاردة واعتقال الناشطين والناشطات العاملين في هذا المجال.

وأظهر المسح الذي قام به المركز أن 60 % من منظمات المجتمع المدني في اليمن تعرضت لانتهاكات ومضايقات خلال العام الماضي و19 % من المنظمات أوقفت نشاطها بسبب الوضع الحالي وخوفا من الممارسات التعسفية التي تمارسها جماعة الحوثي ضد منظمات المجتمع المدني.

واكد الاستبيان الذي استهدف 61 منظمة محلية فاعلة متخصصة في الاعمال الاغاثية والإعلامية والتنموية والتعليمية والحقوقية في 12 محافظة يمنية ان 60% من المنظمات المشاركة في الاستبيان تحمل ترخيصا ساري المفعول للعام 2016م و27 % من المنظمات مرخصة لكنها لم تتمكن من تجديد ترخيص عملها لهذا العام ، و3% من عدد المنظمات لم تستطيع استصدار ترخيص عمل.

كما أظهرت نتائج المسح أن ما نسبته 60 % من إجمالي عدد المنظمات المشمولة بالمسح تعرضت لعمليات انتهاك ومضايقات خلال العام الماضي ، وان 39% لم يتعرضوا لأي نوع من أنواع الانتهاكات خلال نفس العام.

ووفقا للاستبيان فقد توزعت الانتهاكات بين حالات تهديد ومضايقات واقتحام ونهب وتجميد أرصدة ، حيث تعرضت ما نسبته 33 % من إجمالي المنظمات لمضايقات مختلفة كانت عائقا لممارسة دورهم ، تلتها عمليات النهب حيث بلغت نسبة المنظمات التي تعرضت للنهب 20% تلتها حالات الإغلاق والتهديد بنسبه 17 % لكل منهما ثم حالات الاقتحام بنسبة 5% ، بينما توزعت 5 % من إجمالي نسبة الانتهاكات التي تعرضت لها منظمات المجتمع المدني بين حالات حرق وتجميد أرصدة.

وأكد الاستبيان أن نسبة المنظمات التي لا زالت تمارس أنشطتها رغم ما تعرضت له من مضايقات وانتهاكات قد بلغت 80 % من إجمالي عدد المنظمات المشمولة بالاستبيان، حيث أظهرت النتائج أن 89 % من المنظمات التي لا زالت تمارس نشاطها، لم تقم بإجراء أي تعديلات على أهدافها التي أنشئت من أجلها، بينما اظهرت النتائج أن 10% قد عملت على إجراء تعديلات في أهدافها بما يتناسب مع الوضع اليمني الحالي.

ووفق نتائج الاستبيان، فقد أبدت المنظمات التي لازالت تمارس أعمالها اهتمامات متنوعة، حيث حلت أعمال الإغاثة وأنشطة بناء السلام ونشر روح التعايش بين اليمنيين في أعلى سلم المجالات التي تنشط فيها منظمات المجتمع المحلي خلال الوضع الحالي، بينما أظهرت النتائج أن 19% قد قامت بإيقاف نشاطها لأسباب مختلفة، حيث بلغت نسبة المنظمات التي أوقفت نشاطها لأسباب مادية متعلقة بالتمويل 67 %، تلاها 31 % من المنظمات أوقفت نشاطها لأسباب متعلقة بمضايقات وانتهاكات من السلطة القائمة ، بينما 1% من المنظمات أوقفت نشاطها لأسباب شخصية.

وقد أظهرت نتائج تحليل القسم الخاص بمعرفة الدور الذي تلعبه المنظمات المجتمع المدني في سبيل تعزيز التعايش بين اليمنيين وبناء السلام، أن 77% من إجمالي عدد المنظمات المستهدفة أكدت استمرار نشاطها بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة تساهم في تعزيز التعايش بين اليمنيين وبناء السلام ، بينما 22% من المنظمات قالت إنها لم تقم بأي أنشطه تعمل على تعزيز التعايش بين اليمنيين وبناء السلام. واشار الاستبيان أن 97% من هذه المنظمات أكدت أنها تؤمن بقدرتها على الإسهام في تعزيز التعايش وبناء السلام في اليمنيين.

رياض الأديب أحد الصحفيين والناشطين في العمل المدني تحدث لـ «الجزيرة « حول استهداف المليشيات الانقلابية لمنظمات المجتمع المدني فقال «تعد منظمات حقوق الإنسان والمنظمات ذات الصلة هدفا مشروعا من وجه نظر ميليشيات الانقلابية إذا تعارضت مع توجهات الجماعة التي ترى في مشروعها أنه حق الهي مقدس يخولها في اتخاذ الإجراءات الصارمة تجاه كل من يعارضها.

وأضاف الأديب أن تصرفات مليشيات الانقلاب تجاه منظمات المجتمع لا يقل عن التصرفات ذاتها تجاه وسائل الإعلام كونها ترى في هذه الوسائل صوتا غير عادي لفضح جرائمها ونقلها للرأي العام المحلي والدولي, مما جعلها تستخدم كل خيارات الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى تجاه كل المنظمات الحيادية مما أجبر معظمها على تجميد أنشطتها.

وأشار الأديب إلى قيام المليشيات الانقلابية بتأسيس العديد من المنظمات الجديدة من خلال الناشطين الذين استطاعت استمالتهم بالمال والعطايا الثمينة كما أقدمت في الوقت ذاته على إقناع العديد من المنظمات ذات الصلة للعمل لصالحها مقابل هبات وامتيازات معينة.

متعلقات