شغف..! منصور سروري
المستقبل أونلاين _ فضاءات
يبحث وسط هذا الليل الشديد الاعتام الشديد البرد عن مملكته المنيرة الدافئة، وعندما لا يجدها تخيم تلال الحزن في قلبه وتتعربد افلاك القلق في صدره، وتجثم رواسي الاكتئاب على روحه. يكرر البحث عنها حيث اعتاد العثور عليها فلا يجد سوى رجع صدى الخيبات: - إنها لم تعد ترتادها، وان ارتادتها ففي اللازمانك يا هذا. يسبل أجفان الأشجان المهانة ويتعثر بشلال دموع تتدفق في أوردة روحه، يشرب بعضها ويمسح بقيتها بساعديه، ثم يجتر من قعر أغواه نهدات ملتهبة، وتوا يوجه لذاته خطابا صامتا: - هذا ما ستظلين تجنيه طيلت دهرك ما دامك قد أحببت مدينة مخلوقة من مرايا الضوء. لن يهنأ شغفك حتى تمسكي الضوء فهل تقوي على القبض على وجه الضوء؟. يوم تمسكي الضوء بيديك هنالك فقط سيكون في استطاعتك يا نفسي القبض على مدينتك. يلتوي على جسده المنهك من تعب البحث عنها في اللاأمكنة ويضطجع وسط سرة الليل الحالكة السواد، يلتحف البرد القارس، وفي مقلتيه يغتلي وطن مقهور. وطن مقدور أن يبقى طوال العمر كتاب دموع مشتعلة بنيران حب مدينة من مرايا الضوء قد خلقت. يكرر خطابه لذاته: لن تلفى أثرا لشغف النور بين أفياء ارتقاباتك المكسورة على قارعة الأوقات المفقودة بأعطاف اﻷيام اﻵفلة في غياهب ما لا يرجع إلا صدى آنات الفراغات المنداحة من ناي الكون المجهول. هذا هو قدر العاشق المهزوم حبا للوطن التاءه. لا نهارات يدرب في أحشاءها ولا ليال يدب في حناياها. قدره أن يبقى كنملة سوداء فوق صخرة صماء في ليلة ظلماء لا يعلم بها غير خالقها، وذاتها. قدر كل عاشق صادق لوطنه أن يصرف سنوات عمره النفيسة كمن يملك أرضا بلا سماء وسماء بلا أرض باحثا عن وطن ليس له عنوان.!!!
متعلقات